هاجم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، زعيم المعارضة، يائير لابيد، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها الأخير بشأن هروب أحد الجنود الإسرائيليين من البرازيل بسبب التهديد بمحاكمته على جرائم ارتكبها في قطاع غزة.
واتهم ساعر لابيد بالكذب وبتوجيه انتقادات غير صحيحة لحكومة الاحتلال الحالية في سياق الوضع الأمني والسياسي الصعب الذي تمر به “إسرائيل” في هذه المرحلة الحساسة.
وكان لابيد قد صرح بأن هروب الجندي الإسرائيلي من البرازيل يمثل فشلاً سياسياً لحكومة الاحتلال، التي وصفها بـ “الحكومة غير المسؤولة”.
وأشار إلى أن هذا الهروب يعد دليلاً على فشل السياسة الإسرائيلية في معالجة قضايا الجنود المتهمين بارتكاب جرائم في غزة، واتهم الحكومة الإسرائيلية بالقصور في التعامل مع هذه القضايا، التي أصبحت تشكل عائقًا أمام صورة “إسرائيل” على الساحة الدولية.
في المقابل، رد ساعر على لابيد بالقول: “لابيد الكذاب يعرف جيدًا أن مثل هذه الحالات قد حدثت بالفعل خلال فترة ولايته كوزير للخارجية ورئيس للحكومة.”
وأوضح ساعر أنه رغم أن هذه الحالات لم تكن بالحدة نفسها، إلا أنه لا يمكن تجاهل وجود مثل هذه الحوادث خلال الحكومات السابقة. وأضاف أن لابيد كان جزءًا من الحكومة التي اتخذت قرارات لمعالجة مثل هذه الحالات قبل أكثر من 15 عامًا، مشيرًا إلى أن تصرفاته الحالية تشكل محاولات لتشويه صورة الحكومة الحالية.
ساعر أضاف أيضًا: “لابيد غير الأمين وغير المسؤول يعرف جيدًا أن القرار الحكومي بشأن معالجة مثل هذه الحالات اتُخذ منذ فترة طويلة، قبل أن تحدث هذه الحروب أو التوترات الحالية.” وتساءل ساعر عن موقف لابيد من الاتهامات التي وُجهت للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي وصف التصرفات الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية” واعتبرها مشابهة لتصرفات النازيين في الحرب العالمية الثانية.
وأوضح ساعر أن لابيد لا يملك ما يقوله حيال هذه التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها رئيس البرازيل في بداية الحرب، مؤكداً أن هذه التصريحات تكشف عن موقف معادٍ لإسرائيل في بعض الدول، وهو أمر كان موجودًا لفترة طويلة في المحافل الدولية.
وأشار إلى أن لابيد كان على علم تمامًا بأن التصويت في معظم المنتديات الدولية غالبًا ما يكون ضد “إسرائيل”، مع وجود أغلبية تلقائية لصالح الفلسطينيين.
وأشار ساعر أيضًا إلى أن لابيد يواصل مهاجمة الحكومة الإسرائيلية، موضحًا أن “إسرائيل” في وضع صعب، يواجه تحديات أمنية وسياسية غير مسبوقة، الأمر الذي يتطلب دعمًا محليًا ودوليًا غير مشروط، وليس انتقادات غير بناءة من المعارضة.
يُذكر أن قضية محاكمة الجنود الإسرائيليين بسبب ارتكابهم جرائم في غزة قد أثارت الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة، حيث تُطالب منظمات حقوق الإنسان محاكمة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين. إلا أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ مواقف رافضة أو متساهلة في التعامل مع هذه القضايا، مما يزيد من تعقيد الموقف داخليًا وخارجيًا.
تعليق واحد