الإمام الطيب: ثمانية عقود من العطاء والإنسانية في خدمة الفقراء والمحتاجين

في رحلة امتدت لثمانية عقود، جسّد فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نموذجًا فريدًا للقيادة الروحية والإنسانية.
ولم يكن اهتمامه ينحصر فقط في الأمور الدينية والتربوية، بل تجاوز ذلك ليضع بصمة إنسانية لا تُنسى في دعم الفقراء والمحتاجين من خلال تأسيس بيت الزكاة والصدقات قبل عشرة أعوام.
بيت الزكاة والصدقات، الذي يُعد الذراع الخيري للأزهر الشريف، أصبح بمثابة منصة مركزية لتوجيه أموال الزكاة نحو مصارفها الشرعية، تحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي يُعد من أهم ركائز الدين الإسلامي.
وقد حرص الإمام الأكبر منذ إنشائه على ضمان وصول هذه الأموال إلى المستحقين، لتخفيف معاناتهم وتحقيق حياة كريمة لهم.
دعم الفئات الأكثر احتياجًا: رسالة إنسانية سامية
كان فضيلة الإمام الأكبر منشغلاً دومًا بقضاء حوائج الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع وشملت مساعداته الأسر الأولى بالرعاية، الفقراء غير القادرين، الغارمين، الأيتام، المرأة المعيلة، وطلاب العلم الذين يواجهون صعوبات مالية. كما امتدت يده البيضاء إلى ذوي الهمم، إيمانًا منه بأهمية دعم هذه الفئة لتحقيق اندماجها في المجتمع.
لم يكن العطاء قاصرًا على تقديم المساعدات المالية فقط، بل شمل كذلك ترميم منازل الفقراء، توفير الأدوية والعلاجات الطبية، والمساهمة في إجراء العمليات الجراحية لمن يعانون من أزمات صحية حرجة.
وفي لمسة إنسانية لافتة، ساهم بيت الزكاة في توفير الأجهزة الكهربائية لتيسير زواج اليتيمات غير القادرات، مما يعكس رؤية متكاملة لدعم الإنسان في كافة مراحل حياته.
يد العطاء لا تتوقف: المساعدات الغذائية والإغاثية
أدرك فضيلة الإمام الأكبر أهمية سد احتياجات الغذاء للفئات المستحقة، فعمل على توزيع كراتين المواد الغذائية بانتظام، خاصة في الأوقات التي تشهد أزمات اقتصادية أو موسمية.
وامتدت مساعداته إلى تقديم العون الفوري للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، سواء داخل مصر أو خارجها، ليبرهن على رسالة الإسلام العالمية في نشر الرحمة والتكافل.
الإمام الإنسان: نموذج يحتذى به
مع كل خطوة خطاها فضيلة الإمام الأكبر، أكد أن العمل الخيري ليس مجرد واجب ديني، بل رسالة سامية تترجم القيم الإسلامية إلى أفعال ملموسة تخدم الإنسانية جمعاء.
وبفضل رؤيته الحكيمة، أصبح بيت الزكاة والصدقات نموذجًا يحتذى به في العمل الإنساني، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي أيضًا.
دعاء لعمر مديد في خدمة الله والإنسانية
مع احتفاله بثمانين عامًا من الحياة الزاخرة بالعطاء، تتوجه القلوب بالدعاء لفضيلة الإمام الأكبر أن يمد الله في عمره، ليواصل رسالته النبيلة في خدمة الدين والإنسانية. فهو الإمام الإنسان الذي يثبت أن القيادة الحقيقية تُقاس بقدرتها على تحقيق الخير للناس، ورسم البسمة على وجوه المستضعفين.