مفتي الجمهورية من باكستان.. تعليم الفتيات ركيزة نهضة المجتمعات المسلمة

توجَّه فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى العاصمة الباكستانية “إسلام آباد”، للمشاركة في المؤتمر العالمي “تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص”، الذي يُعقد خلال الفترة من 10 إلى 14 يناير 2025.
يأتي المؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء الباكستاني السيد محمد شهباز شريف، وبمبادرة من رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، وبمشاركة دولية واسعة تضم ممثلين عن منظمات أممية، وحكومات، ومنظمات إسلامية، إضافة إلى كبار القيادات الدينية والفكرية والإعلامية، ونشطاء المجتمع المدني من أنحاء العالم.
من المقرَّر أن يلقي فضيلة المفتي كلمة رئيسية خلال المؤتمر، يتناول فيها الرؤية الإسلامية لتعليم الفتيات، ويوضح التحديات التي تواجه هذه القضية في المجتمعات المسلمة.
كما سيستعرض النصوص الشرعية التي تؤكد على حق الفتيات في التعليم، ويقدِّم رؤية متكاملة لمواجهة المفاهيم المغلوطة التي تحول دون تحقيق هذا الحق.
مصر ودورها الريادي في قضايا المرأة
في تصريحٍ لفضيلة المفتي قبيل مغادرته، شدَّد على أهمية مشاركة دار الإفتاء المصرية في هذا الحدث العالمي، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تأتي انطلاقًا من دور مصر الديني والفكري الرائد في التصدي للقضايا التي تمس حاضر ومستقبل الأمة الإسلامية.
أوضح فضيلته أن قضية تعليم الفتيات تُعدُّ من القضايا الجوهرية لنهضة المجتمعات المسلمة، وقال: “الإسلام، كدينٍ للعلم والحضارة، يدعو بوضوح إلى دعم تعليم الفتيات وتمكينهنَّ من حقوقهن المشروعة. كما يرفض أي ممارسات أو أفكار متطرفة تعرقل هذا الحق”.
أضاف: “تعليم الفتاة هو الأساس لبناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات والنهوض بالمجتمعات، فالتعليم ليس حقًا فحسب، بل ضرورة لإعداد المرأة كشريك أساسي في بناء الحضارة الإنسانية”.
رسالة الإسلام: دعم تمكين المرأة
أكد فضيلة المفتي أن المؤتمر يُرسل رسالة واضحة للعالم، مفادها أن الإسلام يدعم الجهود المخلصة التي تهدف إلى تمكين المرأة من التعليم والعمل المشروع.
كما أوضح أن الإسلام يعتبر المرأة شريكة في بناء المجتمعات وتحقيق التقدم، مستشهدًا بنصوص شرعية تدعم ذلك.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى مواجهة العقبات التي تعترض تعليم الفتيات، وإطلاق مبادرات تعزز دور المرأة في المجتمعات المسلمة، بما يتماشى مع القيم الإسلامية السمحة.
التعليم وسيلة للنهوض بالمجتمعات
تأتي مشاركة فضيلة المفتي في إطار تأكيد دور مصر الريادي في دعم المبادرات التي تهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية السمحة وتعزيز حقوق الإنسان، وعلى رأسها حق التعليم. كما تعكس هذه المشاركة التزام الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بمواكبة التحديات العالمية، والعمل على إيجاد حلول عملية لقضايا أساسية مثل تعليم الفتيات.
يُعَد المؤتمر منصة لإطلاق خطط عملية ومبادرات تسهم في استثمار الفرص المتاحة للنهوض بتعليم الفتيات، بما يعزِّز دور المرأة في تنمية مجتمعاتها وفقًا لقيم الإسلام، ويؤكد على أهمية مواجهة المفاهيم المتطرفة التي تُعرقل هذا الهدف.