
لم يكن انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية أمرًا يسيرًا، حيث فشل البرلمان اللبناني في تمرير انتخابه خلال الجلسة الأولى، قبل أن يُعاد التصويت في جلسة ثانية، لينجح عون في الحصول على 99 صوتًا من أصل 128 نائبًا مشاركًا، منهيًا بذلك شغورًا رئاسيًا استمر لأكثر من عامين.
وكشفت مصادر لبنانية أن الكتلة الشيعية، الممثلة بحزب الله وحركة أمل، سعت إلى إرسال رسالة سياسية واضحة من خلال تعطيل انتخاب عون في الجلسة الأولى، حيث لم يحصل على الأصوات الكافية لتفادي جولة ثانية. وأشارت المصادر إلى أن هذا التحرك كان بمثابة تأكيد على قدرة الحزبين على لعب دور محوري في تعطيل أو تسهيل العملية الانتخابية.
وفي التفاصيل، حصل عون على 77 صوتًا فقط خلال الجلسة الأولى، وسط مشادات كلامية بين بعض النواب، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى رفع الجلسة لمدة ساعتين قبل العودة إلى التصويت مرة أخرى. وقد أظهرت الجلسة الثانية توافقًا نسبيًا بين القوى السياسية، حيث تم انتخاب عون رئيسًا بعد حصوله على الأغلبية المطلوبة.
ووفقًا لمصادر غير مُسمَّاة، كانت القوى السياسية اللبنانية قد توصلت إلى اتفاق مبدئي على انتخاب عون منذ اليوم السابق، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الرئيس الجديد، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية وتداعيات الأزمة السورية.
يُذكر أن عملية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان كانت قد تعطلت لأكثر من عامين بسبب الانقسامات السياسية الحادة وعدم التوصل إلى توافق بين الأطراف الرئيسية، مما أثر سلبًا على الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.