
شهدت مقاطعة لوس أنجلوس هذا الأسبوع واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث اجتاحت ستة حرائق غابات متزامنة أحياء المنطقة منذ يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وتدمير حوالي 10 آلاف منزل ومبنى.
وبالرغم من محاولات رجال الإطفاء للسيطرة على الحرائق، تبقى الأضرار كبيرة، ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا مع استمرار عمليات التفتيش.
تغيير اتجاه الحرائق يفرض أوامر إخلاء جديدة
ووفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز، فمع حلول اليوم السبت، تسببت الرياح العاتية في تغيير اتجاه حريق باليساديس، الذي كان يهدد أحياء جديدة في مدينة لوس أنجلوس.
وقد دفع هذا التغيير إلى إصدار أوامر إخلاء جديدة، مما أضاف تحديات إضافية لفرق الإطفاء المتعبة. ووفقًا لتقارير إدارة الإطفاء، فقد تم احتواء حريق باليساديس بنسبة 8%، بينما تم احتواء حريق Eaton بنسبة 3%.
الوضع يتفاقم
ومع اتساع نطاق الحرائق، تم إصدار أوامر إخلاء لما يقرب من 153 ألف شخص، في حين كان هناك 166800 آخرين في مناطق تحذير بالإخلاء، كما فرضت السلطات حظر تجول على المناطق المتأثرة من الحرائق، وسط حالة من الذعر بين السكان.
وفي استجابة عاجلة، سارعت سبع ولايات مجاورة، إلى جانب الحكومة الفيدرالية وكندا، بتقديم مساعدات لإخماد الحرائق. فرق جوية كانت تسقط المياه والمواد الخاصة بمكافحة الحرائق، بالإضافة إلى الطواقم الأرضية التي كانت تحاول مكافحة الخطوط الأمامية للحرائق.
إعلان حالة طوارئ صحية بسبب الدخان السام
وأدى الدخان الكثيف الناتج عن الحرائق إلى إعلان حالة طوارئ صحية في المنطقة، حيث انتشرت جزيئات سامة ناتجة عن احتراق المواد البلاستيكية والمعادن، مما جعل جودة الهواء في لوس أنجلوس أسوأ بكثير من المعتاد.
وفي منطقة باسيفيك باليساديس، عاد السكان إلى أحيائهم المدمرة ليجدوا منازلهم وقد تحولت إلى أنقاض، وبرزت المشاهد المأساوية للمداخن المشتعلة فوق نفايات المنازل المتفحمة. بعض السكان مثل كيلي فوستر وريك ماكجياج عبروا عن حزنهم العميق بعد خسارة منازلهم وأملاكهم.
خسائر اقتصادية فادحة تقدر بالمليارات
أضرار الحرائق الاقتصادية تتجاوز التوقعات، حيث تقدر شركة “أكيو ويذر” الخسائر بين 135 و150 مليار دولار، كما يواجه سكان المناطق المتضررة صعوبة في استعادة حقوقهم التأمينية بسبب ارتفاع تكاليف التأمين على المنازل المدمرة.
إجراءات حكومية وتضامن شعبي لمواجهة الأزمة
وفي محاولة لمساعدة المتضررين، دعا مفوض التأمين في كاليفورنيا شركات التأمين إلى تعليق عمليات عدم التجديد والإلغاء المعلقة، في حين أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحرائق تمثل كارثة كبرى، مؤكدًا أن الحكومة الفيدرالية ستغطي 100% من تكاليف التعافي خلال الأشهر المقبلة.
ووفقا لـ التقارير سيظل تعافي لوس أنجلوس من هذه الكارثة الضخمة مهمة طويلة ومعقدة، ومع استمرار الظروف الجوية القاسية، يبقى التحدي الأكبر في تأمين المنازل المتبقية وتقديم الدعم للمتضررين، مع الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لإعادة بناء المدينة.
4 تعليقات