مثل عذاب الآخرة.. شهادات لمعتقلي غزة عن عمليات تعذيب ممنهجة

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن شهادات جديدة لمعتقلي غزة، بعد زيارات جرت لـ23 معتقلاً في سجن “النقب” ومعسكر “نفتالي” خلال الفترة من 6 إلى 8 يناير 2025، وتضمنت الشهادات تفاصيل صادمة حول التغذيب الممنهج الذي تعرض له المعتقلون، خاصة في الفترة الأولى من اعتقالهم وفترة التحقيق.
وبعد مرور 464 يوماً على حرب الإبادة واستمرار اعتقال العديد من هؤلاء المعتقلين، رصدت الشهادات انتهاكات تتعلق بالتعذيب والتنكيل، بما في ذلك تجويع المعتقلين، والضرب المبرح، وظروف الاحتجاز القاسية، كما أُشير إلى تفشي مرض “السكايبوس أوالجرب” بين المعتقلين.
في هذا السياق، تواصل الهيئة والنادي إصدار تقارير تكشف عن الجرائم الممنهجة التي مارسها الاحتلال بحق معتقلي غزة. والتقرير الجديد يؤكد أن معسكر سديه تيمان لم يعد المعسكر الوحيد الممارس فيه التعذيب، بل تنعكس ذات الانتهاكات في غالبية السجون الأخرى كالـ “عوفر” و”النقب”، حيث أظهر المعتقلون مستوى من التوحش الممنهج.
سجون لا ترى الشمس
وأثار الوزير المتطرف إيتمار بن غفير جدلاً عقب ظهوره في فيديو من سجن “ركفيت”، وهو سجن تحت زنازين سجن “نيتسان الرملة” الذي أعيد فتحه بعد الحرب لاحتجاز معتقلين من غزة، حيث قال بن غفير:” هذا هو مكانهم الطبيعي، تحت الأرض”.
وقد تم إنشاء عدة معسكرات جديدة بعد الحرب، بينها معسكرات عوفر ونفتالي وعناتوت وسديه تيمان، والتي تعتبر محجوزة للمؤسسات المختصة، حيث تم توزيع معتقلي غزة على كل السجون المركزية ومعسكرات أنشأها الجيش في المناطق المحيطة بغزة.
شهادات من المعتقلين
تستعرض الهيئة والنادي جزءًا من الشهادات التي تلقتها من معتقلين في سجن النقب، بالإضافة إلى إفادات من معتقلين محتجزين في معسكر نفتالي:
“حرقوني بالماء الساخن”
أفاد المعتقل (ك، ن) البالغ من العمر (45 عاماً) والذي اعتقل في ديسمبر 2023:”منذ اعتقالي تعرضت للضرب المبرح، حتى أُصبت بكسور في جسدي، في محاولة لانتزاع اعترافات مني، وبقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يوماً، وكانت مثل عذاب الآخرة – تكبيل وضرب طوال الوقت، وإذلال وإهانات”.
وتابع:” عند نقلي إلى سجن النقب، حرقوني بالماء الساخن عبر رشقي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، وما تزال آثار الحروق واضحة على جسدي. اليوم أعيش بالخيام، والخيام ممزقة، نعاني من البرد القارس، ونحن نموت من البرد والجوع”.