في خطوة تعكس اهتمام مؤسسة الأزهر بتعزيز التواصل مع الأجيال الناشئة، شهد جناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 إطلاق الجزء الثاني من كتاب “الأطفال يسألون الإمام”، بالإضافة إلى تقديم الجزء الأول مترجمًا إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
تأتي هذه الإصدارات استكمالًا للنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول خلال دورة المعرض السابقة عام 2024، والذي حظي بإقبال لافت من الأطفال وأولياء أمورهم.
مضمون الكتاب ورسائله التربوية
يُعد كتاب “الأطفال يسألون الإمام” مبادرة فريدة تهدف إلى الإجابة عن التساؤلات التي تشغل أذهان الأطفال، حيث يقدم فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، أجوبة شاملة تتسم بالبساطة والعمق في آنٍ واحد.
تغطي هذه الإجابات موضوعات متنوعة تلامس قضايا العقيدة والأخلاق والسلوكيات اليومية، مما يساهم في ترسيخ الفهم الصحيح للإسلام لدى الأطفال.
إلى جانب ذلك، يحمل الكتاب رسالة تربوية موجهة إلى أولياء الأمور، تؤكد أهمية استماعهم إلى أسئلة أبنائهم والإجابة عنها بوعي وانفتاح. يشدد الكتاب على دور الأهل في تعزيز التفكير النقدي لدى الأطفال وتشجيعهم على التدبر والتفكير في أمور الدين والدنيا، مما يعزز الحوار الإيجابي داخل الأسرة.
توسع عالمي وترجمة الرسالة
إطلاق ترجمة الجزء الأول من الكتاب إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية يمثل نقلة نوعية في رسالة الأزهر، حيث يسعى إلى الوصول إلى جمهور أوسع من الأطفال وأولياء أمورهم حول العالم.
تعكس هذه الخطوة حرص الأزهر على تعزيز الحوار الثقافي والديني على مستوى عالمي، وتقديم صورة مشرقة عن الإسلام المعتدل.
استقبال الجمهور والإشادة بالمبادرة
لاقى إطلاق الجزء الثاني والترجمات استحسانًا كبيرًا من زوار جناح الأزهر في المعرض، حيث أشاد الكثيرون بفكرة الكتاب ومضمونه. عبّر أولياء الأمور عن امتنانهم لهذه المبادرة التي تساعدهم على التعامل مع تساؤلات أبنائهم بطريقة تربوية وعلمية.
الأزهر وتعزيز الوعي المجتمعي
تأتي هذه الإصدارات ضمن جهود الأزهر المستمرة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التربية السليمة للأطفال، باعتبارهم حجر الأساس لمستقبل أفضل وقد أشار مسؤولون في جناح الأزهر إلى أن المؤسسة تسعى دائمًا إلى تقديم مبادرات تعليمية وتربوية تواكب تطلعات المجتمع وتلبي احتياجاته.
تمثل مبادرة “الأطفال يسألون الإمام” نموذجًا رائدًا في التعليم التربوي، حيث تجمع بين مخاطبة عقول الأطفال وإرشاد أولياء الأمور، مما يخلق حوارًا مثمرًا داخل الأسرة. ومع استمرار الأزهر في إطلاق مبادرات مماثلة، تظل هذه المؤسسة منارة للعلم والتربية في العالم الإسلامي وخارجه.
