دراسة: إنشاء المدن الذكية تساعد في التحول للمجتمع الرقمي

تقرير- هند العربي
طفرة كبيرة في قطاعي الاتصالات والعقارات في مصر أحدثتها المدن الذكية، وذلك بعد توجهات الدولة والحكومة في إنشاء مدن جديدة في إطار التحول إلى المجتمع الرقمي بنظام المدن الذكية التي تحقق التطور التكنولوجي وتعمل علي تغيير نمط المواطنين في نقلة نوعية تستهدف التطوير والابتكار، وتأتي على رأس تلك المدن الذكية التي تسعى مصر لإنشائها، العاصمة الإدارية الجديدة، التي يجري بناؤها بالتعاون مع خبراء في إنشاء هذا النوع من المدن، إلى جانب مدينة العلمين الجديدة.
ما هي المدن الذكية؟
حسب ما جاء في رسالة ماجيستير بعنوان “صياغة المفهوم العمراني للمدن الذكية” لمجموعة من الباحثين هم المهندس طاهر عبد السلام حامد وأحمد محمود يسرى، وأحمد رشدي رضوان، بكلية التخطيط العمراني والإقليمى، بجامعة القاهرة، لعام ٢٠١٦، يتناول مصطلح “المدن الذكية” “Smart Cities” كأحد الأفكار الحديثة في مجال التخطيط العمرانى، و يمكن تعريفها على أنها الخدمات والبنية الأساسية التي يتم دعمها من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أو خليط بين خدمات والبنية الأساسية للمدينة التقليدية مع الاعتماد على التطبيقات التكنولوجية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتصبح عمليات المدينة الذكية أكثر فعالية، سرعة، مرونة واستدامة، والمدينة الأذكى هي التي تستخدم التكنولوجيا لتحويل أنظمتها الأساسية وتحسن العائد من مواردها المحدودة، بواسطة استخدام الموارد بطريقة أكثر ذكاء، وتعزيز الابتكار الذي يعتبر عاملا رئيسيا في دعم القدرة التنافسية والنمو الاقتصادي.
تتيح المدن الذكية الفرصة لتحقيق الرفاهية المستدامة، وتحويل أنظمتها الأساسية و تدير مواردها بفاعلية الاستخدام الذكي للموارد يقود عملية الابتكار، ويدعم القدرة التنافسية و النمو الاقتصادي، ويمكن لكل الأنظمة الأساسية أن تكون أكثر ذكاءً بواسطة جعلها رقمية.
خصائص المدن الذكية
كما تناولت ورقة بحثية بمؤتمر الهندسي الثاني لنقابة المهن الهندسية بالزاوية 2019م بعنوان “المدن الذكية المستدامة”، للباحثة فاطمة نصر، والذي تناول شرح خصائص المدن الذكية ومنها الحكومة الذكية الإلكترونية (E-Government) وهي تطوير منظومة العمل الحكومي باستخدام الوسائل الإلكترونية بواسطة تقديم المعلومات وذلك بإتاحة كافة الفعاليات والمعلومات المتعلقة بسكان المدينة، ثانيًا الاتصالات: القدرة علي تبادل المعلومات والتواصل بين السكان والحكومة، ثالثًا: التعاملات الإلكترونية: بواسطة تأدية الخدمات الإلكترونية، رابعًا: الحياة الذكية (Smart life) والتي منها شبكة توزيع المياه.
الزراعة الإلكترونية في المدن الذكية
كما تناولت دراسة ماجيستير تحت عنوان خصائص المدن الذكية ومتطلبات التحول، للباحثة شروق نعيم جاسم، بقسم الجغرافيا كلية الآداب بجامعة بغداد لعام ٢٠١٩، كوبنهاغن الدنماركية والمتمثلة في عينة الدراسة كمثال تطبيقي علي وجود المدن الذكية بسبب اهتمامها بإنشاء المدن الذكية بسبب أحسين نوعية الحياة للمواطنين، فبحوزة الأفراد مجموعة من الأدوات الذكية لإبلاغ السلطات عن أية مشكلة في أي مكان، كالحفر في الطرقات وتلوث الهواء أو الضجيج في نطاق وجودهم، ولمعالجة الازدحام بادرت إلى تزويد السائقين بمعلومات عن مواقف السيارات الشاغرة والتوجه نحوها مباشرة دون الدوران وزيادة الازدحام، ووضع أجهزة استشعار في حاويات النفايات للإشارة إلى الممتلئة منها فقط.
تعد مدينة سنغافورة أحد النماذج الناجحة للمدن الذكية، وخاصة فيما يتعلق بشبكة المياه، وأجهزة استشعار الضغط وتحليل إحصائي للضغط والتدفق، ومراقبة نوعية المياه بواسطة أجهزة استشعار جودة المياه، وأجهزة أخرى لتحليلها، مع قراءة آلية للعدادات ففي سنغافورة حوالي مليون ونصف المليون مشترك، ويتم التعامل مع الحسابات والفواتير بطريقة آلية على أساس هذه العدادات وتقنين المياه.
حاويات النفايات الذكية
في دراسة لصحيفة الجارديان، تبين أن هناك نظام جمع النفايات، يحتوي علي حاويات ذكية حيث تنتج شركة مختبرات إيكوب” الكورية الجنوبية حاويات نفايات ذكية تعمل بالطاقة الشمسية، تسمح للمدن بمراقبة مستويات القمامة في كل حاوية وضغطها، وقد أنشأت شبكة من نحو ٢٥٠٠ حاوية نفايات ذكية في المدن والجامعات والمتنزهات والمطاعم في جميع أنحاء الجزيرة، وتتوقع مضاعفة العدد كل سنة، وتقوم هذه الحاويات الذكية عن طريق التوجه المباشر يعني بدل أن تجوب شاحنات القمامة المدينة بأكملها، للتأكد من أي منها ممتلئ لنقل النفايات، كما في المدن التقليدية، فإنها في المدن الذكية تتلقى إشارات من الحاويات الذكية وتنتقل مباشرة إليها من دون أن تفاقم مشكلة الازدحام وزيادة التلوث.
طورت مجموعة “فولفو” بالتعاون مع عدة جامعات في السويد والولايات المتحدة روبوت بإمكانه جمع النفايات تلقائيًا من حاويات الشارع ووضعها في شاحنة النفايات التي تنتظر في مكان معين، وغير ذلك نظام “مباشرة من المنازل” كما تم في مدينة سونجدو الكورية، حيث يوجد نظام هوائي ذكي لشفط النفايات بواسطة أنابيب من داخل المنازل إلى مراكز معالجة تفرز المواد تلقائيًا وتعيد تدويرها، ثم تحول الفضلات إلى طاقة مستدامة.