استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوم الأربعاء بمقر مشيخة الأزهر، الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، ومرشح مصر الرسمي لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.
جاءت الزيارة في إطار مناقشة سبل دعم التعاون الثقافي والتعليمي وتعزيز القيم الإنسانية على المستوى الدولي.
الأخوّة الإنسانية: محور النقاش
ركز اللقاء على أهمية تعزيز قيم الأخوّة الإنسانية، التي تتطلب العيش المشترك والسلام بين مختلف الأمم والشعوب، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
أكد فضيلة الإمام الأكبر أن هذه القيم يجب أن تتحول من شعارات إلى نهج عملي وشامل يسهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر عدالة للأجيال القادمة.
أشار الإمام الأكبر إلى أهمية تسليط الضوء على الدور التاريخي للعرب في إثراء الحضارة الإنسانية، لا سيما من خلال الإسهامات الثقافية والعلمية والتعليمية، مؤكدًا ضرورة أن يكون للعرب ممثل قوي في هذا المنصب الأممي البارز، بما يعكس قوة ودور العالم العربي في تحقيق أهداف المنظمة الدولية.
التسامح والتعايش: رؤية الأزهر للعالم
أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن التسامح والتعايش وقبول الآخر هي ركائز أساسية في رؤية الأزهر الشريف لتحقيق السلام العالمي.
وشدد على أهمية تكريس هذه القيم عبر مبادرات وحوارات دولية تدعو إلى التفاهم المتبادل والعيش المشترك، مشيرًا إلى أن التحديات الحالية تتطلب نهجًا إنسانيًا مشتركًا قائمًا على الحوار لا المواجهة.
الثقافة العربية في صلب الحضارة الإنسانية
تطرق النقاش أيضًا إلى الدور الحيوي الذي لعبه العرب عبر التاريخ في إغناء التراث الثقافي والعلمي العالمي، ما يعزز من أهمية دعم مرشح عربي لهذا المنصب.
ورأى شيخ الأزهر أن اختيار الدكتور خالد العناني يعكس مكانة مصر ودورها الريادي في مجالات الثقافة والتراث، مشيدًا بما قدمه خلال فترة عمله كوزير للسياحة والآثار.
دعوة للسلام العالمي
أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن ثقته بأن الحوار بين الحضارات يظل السبيل الأمثل لتحقيق التفاهم المتبادل، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لتعزيز القيم النبيلة التي تدعم السلام العالمي.
ودعا الجميع إلى تبني رؤية إنسانية شاملة تخدم البشرية وتضمن مستقبلًا مشرقًا ومستدامًا.
اللقاء بين شيخ الأزهر والدكتور خالد العناني جاء ليعكس أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية، في وقت يحتاج فيه العالم إلى جهود مشتركة لمواجهة التحديات الإنسانية والثقافية الكبرى.
