عرب-وعالم

هل يعد نص اتفاق وقف الحرب انتصارا للمقاومة؟

467 يوما مرت على غزة كأبشع ما يكون، في أعنف حرب إبادة جماعية، شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، حتى انطفأ كل أمل لدى سكانها بالانتصار على آلة القتل الرهيبة، على الرغم من العمليات النوعية للمقاومة داخل القطاع، لتبدأ بشائر الانفراجة التي تكللت اليوم بإعلان وقف إطلاق النار، الذي شملت بنوده العديد من النقاط الاي أصرت عليها المقاومة.

اليوم حصلت على نص الاتفاق الذي تم التوقيع عليه، الذي تم عنونته بأنه اتفاق “عودة للهدوء التام بما يحقق وقف دائم لإطلاق النار بين الطرفين، وجاء فيه:

المرحلة الثانية: استهل الاتفاق بنوده بالحديث عن المرحلة الثانية للاتفاق، مؤكدين أن إجراءات المرحلة الأولى ستستمر فيها ما دامت المفاوضات مستمرة، ويضمن الوسطاء استمرار المفاوضات.

انسحاب جيش الاحتلال: بموجب الاتفاق تنسحب قوات الاحتلال من المناطق المأهول إلى الشرق بمافي ذلك محور نتساريم ودوار الكويت- ما يعرف بوادي غزة، ثم تعيد القوات الانتشار في محيط 700 متر، ويستثنى من ذلك 4 نقاط يحددها الجيش الإسرائيلي، وذلك على أساس الخرائط المتفق عليها وسترفق بين الجانبين.

وقد نشرت شبكة الجزيرة الإخبارية- منذ قليل- أنباء قالت بأن الخرائط التي سيستند عليها الاتفاق هي خرائط ما قبل 7 أكتوبر.

أما البند الأخطر، كان البند الثالث بند تبادل الأسرى، حيث تم تقسيمه لخمسة بنود فرعية: كان أولها إطلاق سراح ٩ أسرى للاحتلال من المرضى والجرحى، مقابل إطلاق سراح 110 أسيرا فلسطينيا من أصحاب المؤبدات، وكذلك إطلاق سراح جميع الأسيرات الفلسطينيات والأطفال الفلسطينيين.

يلي ذلك إطلاق سراح 1000 معتقل من الذين تم اعتقالهم من غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، ولم يكونوا مشاركين قي أحداثه.

يتبعه إطلاق سراح كبار السن من الرجال فوق 50 عاما من قائمة الأسرى في النرحلة الأولى، بحيث يتم إطلاق 3 أسرى فلسطينيين أصحاب المؤبدات و27 من أصحاب الأحكام الأخرى مقابل كل أسير إسرائيلي.

يتم إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين “إبرا مجستو وهشام السيد”- الذين تم اعتقالهم قبل السابع من أكتوبر، بمفتاح تبادل 1:3 من أصحاب المؤبدات بالإضافة إلى 47 أسير من سجناء شاليط.

وفي الأخير كان بند إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج أو إلى غزة، بناء على القوائم المتفق عليها بين الطرفين.

وتنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق بالإفراج عن إجمالي 1650 أسيراً- حسب مصدر بحماس

كذلك شمل الاتفاق بنود حول محور فيلادلفيا– الذي يتم الانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال منه خلال المرحلة الأولى، لتكمل الانسحاب النهائي منه مع تسليم آخر أسير إسرائيلي، وتنهي الانسحاب بما لا يتجاوز اليوم 50 لتنفيذ الاتفاق.

وكذلك معبر رفح الذي يتم تشغيله وفقا لمشاورات أغسطس، حيث تجهز إسرائيل المغبر للتشغيل فور التوقيع الاتفاق لنقل المرضى والجرحى المدنيين، ويسمح بعبور 50 جريحا من العسكريين برفقة 3 أفراد آخرين بعد موافقة مصر وإسرائيل، كما تعيد قوات الاحتلال انتشارها في المعبر وفقا للخرائط المتفق عليها.

كذلك تضم الاتفاق بندا خاصا يسمح لجميع المرضى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين بالعبور من رفح، وفقا لأحد بنود اتفاق مايو 2024.

وكانت عودة النازحين إلى شمال القطاع من أهم بنود الاتفاق، بدون سلاح مع ضمان عدم تفتيش المشاة، كما يتم تفتيش المركبات بواسطة شركة خاصة يحددها الوسطاء بالتنسيق مع إسرائيل.

وجاء ضمن بنود الاتفاق البرتوكول الذي أعلنته حماس بشأن المساعدات الإنسانية، بحيث تشمل المرحلة الأولى إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً.

فرحة فلسطينية

الفرحة الفلسطينية بالاتفاق وبنوده التي اعتبروها انتصارا للمقاومة كانت عنوان لحظة الإعلان عنه، حيث أكد الأستاذ “فارس فحماوي”- عضو الهيئة العامة لتنسيقيات المؤتمر الشعبي الفلسطيني- في تصريحات خاصة “لليوم” أن الاتفاق هو هزيمة للاحتلال، بعد أن فشل في تحقيق أي من أهدافه.

وقال: “إن خطة الترحيل سقطت، وخطة الجنرالات سقطت، وخطة التهجير إلى سيناء سقطت، ولن ننسحب من نتساريم سقطت، ولن ننسحب من فيلادلفيا سقطت، وسوف نقضي على حماس سقطت، وسنحرر جميع “المختطفين” سقطت، وبقيت غزة شامخة عزيزة رغم دمارها”.

فيما عبر المصور الصحفي الفلسطيني “محمود أسعد أبو حصيرة” في تصريحاته لليوم عن فرحة أهالي دير البلح بإعلان الاتفاق، فقال: “مع اصوات الفرحه في الشارع الغزي، وصوت تكبيرات الناس في وقت اعلان وقف اطلاق النار، بعد حرب دامت اكثر من خمسة عشر شهراً، أصبح شعور لا يوصف من الفرح والسعادة لعودتنا للحياة، بعد أن فقدنا الأمل في العودة، الاتفاق يعني أن الله كتب لنا عمراً جديد”.

وأثنى على جهود إنجاح الاتفاق، فقال: “إن جهود إنجاح هذا الاتفاق، كانت خطوة مهمة جداً لإنقاذ الشعب من الموت، وسحبهم من مستنقع الدم”.

وفي نهاية حديثه أعرب عن أمله أن “يعم السلام في القريب العاجل للبلاد، وأن تعود الحياة كما كانت قبل 7 اكتوبر عام 2023″، كما ناشد بضرورة إعادة إعمار غزة في أسرع وقت، وعدم عودة القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights