تقارير-و-تحقيقات

جامع ومدرسة وكتاب سطور التاريخ بدماء المصريين

ستظل مجموعة السلطان الغوري شاهد على تاريخ وثقافة الشعب المصريالذى عانى الأمرين على مر العصور، تلك المجموعة المعمارية الأثرية المبنية على الطراز الإسلامي والتي تعود إلى أواخر عصر المماليك الجراكسة.

تقع مجموعة الغوري بمنطقة الدرب الأحمر وسط القاهرة، وتطل على شارع المعز لدين الله، وبجوارها العديد من المواقع الأثرية مثل وكالةالغوري، وكالة قايتباي، مسجد محمد بك أبو الدهب، الجامع الأزهر، مسجد الفكهاني.

أمر بإنشاء المسجد السلطان الملك  الأشرف أبو النصر قانصوه، ولد سنة 850هـ/1446م.

بينما تضم مجموعة الغورى عدة منشآت بنيت على جهتين متقابلتين بينهما ممر يعلوه سقف خشبي، يقع بإحدى الجهتين مسجداً ومدرسة كانت تدرس بها العلوم الشرعية، بينما يقابلها في الجهة الأخرى القبة الضريحية وسبيل يعلوه كتاب وخانقاه للصوفيين ومنزل ومقعد، فيما اندثر حمام أثري كان يجاور تلك الأبنية.

نشاءة المجموعة:

تم إنشاء المجموعة في الفترة من 909هـ/1503م إلى 910هـ/1504م بأمر السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري الجركسي الأصل أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة، وكان قبل أن يعتلي كرسي السلطنة أحد أمراء السلطان الأشرف قايتباي، وترقى في المناصب خلال عهد الناصر قايتباي والأشرف جان بلاط ثم العادل طومان باي، إلى أن بايعه أمراء المماليك مرغماً سنة 906هـ/1501م للجلوس على كرسي السلطنة.

بدأ في إنشاء المسجد والمدرسة الطواشي مختص، انه كبير السقاة في عهد دولة الظاهر قانصوه أبي سعيد، ولذلك كانت تعرف باسم “مدرسة المختص”، وحينما تولي السلطان قانصوه الغوري قبض عليه وصادر أمواله وطالبه بأموال أخرى، لكنه أعطاه أرض المسجد بما عليها من بناء، فاستلمه السلطان الغوري وهدمه وأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وأضاف له بعض الأسواق، وأهتم السلطان بفخامة مسجده حتى بلغ جملة ما أنفق عليه حين انتهت عمارته نحو مائة ألف دينار.

افتتاح مجموعة الغوري:

افتتاحه يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر 909هـ/سبتمبر 1503م، بحضور الخليفة المستمسك بالله يعقوب وقضاة المذاهب الأربعة، ثم خلع السلطان على قاضي القضاة عبد البر ابن الشحنة لأنه حكم بصحة الخطبة في هذا الجامع، وخلع أيضاً على إينال شاد العمارة وأنعم عليه بإمرة عشرة، كما خلع على المهندسين والصناع.

ومما يعد شاهد على العناية الفائقة التي نالها المسجد في الزخرفة والأعمال الفنية الأخرى وصف السلطان سليم للمسجد بقوله “هذه قاعة تاجر” قاصداً أنه خرج من وقار المساجد إلى بهرجة القاعات.

فرض الضرائب لبناء وتشيد المبانى:

كما أخذ المؤرخين على السلطان الغوري استغلاله سلطته في فرض الضرائب الباهظة على الشعب وجباية الأموال بالقوة لإنفاقها على المماليك وعلى منشآته المعمارية، وكذلك حصوله على مواد البناء اللازمة للمسجد بأثمان بخسة، وتخريبه لكثير من العمائر القائمة للاستيلاء على ما بها من رخام وأخشاب وفسيفساء، مما حدا بعامة الناس في ذلك الوقت أن يطلقوا على المسجد اسم “المسجد الحرام”، لم شاب بناءه من اغتصاب للأرض ومواد البناء والإسراف في النفقة عليه من مال جمع من دماء الشعب المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights