📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

رؤية المجتمع والشريعة الإسلامية في مواجهة المحتوى السلبي

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

 

في الوقت الذي أصبحت فيه منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، برزت مقاطع الريلز كأداة رئيسية في عالم الإنترنت، حيث يُعبّر من خلالها الشباب عن آرائهم وأفكارهم بطرق مبتكرة وسريعة.

لكن هذه المنصات، رغم ما تقدمه من فرص للتعبير والتسلية، تثير أيضًا تساؤلات دينية وأخلاقية عميقة. فبينما تتيح هذه المقاطع مساحة واسعة للإبداع، تشهد أيضًا تجاوزات تتناقض مع المبادئ الدينية، سواء في طريقة العرض أو المحتوى المقدم، مثل الإساءة للآخرين أو انتهاك الضوابط الشرعية.

من خلال سلسلة تقارير مميزة، يفتح موقع وجريدة «اليوم» نافذة على تأثير مقاطع الريلز على القيم الدينية في المجتمع، مستعرضين التحديات التي يواجهها المسلمون في التعامل مع هذه الوسائل الحديثة.

في العصر الرقمي الحديث، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل “الريليز” إحدى الوسائل المهيمنة التي يُعبّر من خلالها الأفراد عن أنفسهم سواء كانت هذه المقاطع تتعلق بمواقف كوميدية أو لحظات شخصية أو حتى تعبير عن قضايا اجتماعية، إلا أن بعض مقاطع الريلز قد تحمل محتوى مسيئًا وغير لائق.

مثل هذا المحتوى يتراوح بين السخرية من فئات اجتماعية محددة، مثل الفقراء والمهمشين، إلى نشر الأكاذيب والتضليل، ما يثير حالة من الجدل والنقد في المجتمع الإسلامي.

تُواجه هذه الظاهرة في المجتمعات الإسلامية باستهجان شديد، حيث يُعتبر انتشار مثل هذه المقاطع تهديدًا لقيم الأخلاق الإسلامية. يتساءل المسلمون عن مدى التزام هذه المنصات بالأخلاقيات التي تحث عليها الشريعة الإسلامية، مثل احترام مشاعر الآخرين، وتجنب نشر الأكاذيب، والحفاظ على العفة.

الشريعة الإسلامية ومفهوم السخرية من الآخرين

تعد السخرية من الآخرين واحدة من أعمق المحرمات في الإسلام، حيث تحث الشريعة على الرفق والاحترام المتبادل بين الأفراد.

يعتبر الإسلام أن الشخص الذي يسخر من الآخرين أو يتهكم عليهم يتعرض لانتقاد شديد، حيث ترفض الشريعة الإسلامية أي سلوك يهين أو يقلل من كرامة الإنسان.

من بين الآيات التي تؤكد على تحريمه، نذكر قوله تعالى في سورة الحجرات:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ” (الحجرات: 11).
توضح هذه الآية أن السخرية من الآخرين على أساس الطبقة الاجتماعية أو المظهر أو أي سمة أخرى هي تصرف محرم، وأن التقدير والاحترام بين الناس يجب أن يكونا قائمين على معايير أخلاقية، لا على التفاضل بسبب المال أو المنصب أو أي أبعاد أخرى.

الإسلام يحث أيضًا على حماية مشاعر الناس وعدم إظهار عيوبهم أمام الآخرين، مهما كانت الأسباب وهذا يشمل الممارسات التي قد تنشأ على منصات التواصل الاجتماعي مثل الريلز، حيث تتيح التقنيات الحديثة نشر المحتوى بسهولة وسرعة، وهو ما يمكن أن يعزز الإساءة إلى الأفراد والمجتمعات.

التهكم على الفقراء ونشر الأكاذيب: إشكالية جديدة في عالم الريلز

من أبرز القضايا التي يواجهها مجتمعنا الإسلامي على منصات الريلز هو نشر مقاطع تحتوي على سخرية من الفقراء أو النيل منهم، سواء من خلال تصوير مواقف تركز على ضائقتهم الاقتصادية أو إظهارهم في مواقف محرجة بهدف التسلية.

هذا النوع من المحتوى لا يعكس قيم الرحمة والعدالة التي ينادي بها الإسلام، بل على العكس، يمكن أن يعمق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية ويساهم في نشر الكراهية والتحقير.

إضافة إلى ذلك، هناك ظاهرة أخرى تتمثل في نشر الأكاذيب والشائعات على هذه المنصات، حيث يقوم بعض الأفراد بنقل معلومات غير دقيقة أو تضليل الرأي العام عبر مقاطع فيديو قد تبدو مثيرة، لكنها تفتقر إلى المصداقية.

وهذه النوعية من المحتوى تتعارض بشكل تام مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تحث على صدق القول وحسن النية في المعاملات.

تُظهر الشريعة الإسلامية التحذيرات المتكررة ضد الكذب في الحديث، إذ جاء في الحديث الشريف:
“إنَّ الكذب يُهْلِكُ” (رواه مسلم).
وهذا يدعو المسلمين إلى التحقق من المعلومات قبل نشرها أو تداولها، والتأكد من أنها تتماشى مع قيم الصدق والشفافية التي يدعو إليها الدين.

دور المجتمع المسلم في مواجهة هذه الظاهرة

يتحمل المجتمع المسلم مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة عبر توجيه الأفراد نحو استخدام منصات الريلز بشكل مسؤول ومتوافق مع الأخلاقيات الإسلامية هذا الدور يمكن أن يتحقق من خلال المشاركة المجتمعية في مكافحة هذا النوع من المحتوى من خلال أساليب متعددة، مثل:

1. النقد البناء: بدلاً من التركيز على الهجوم على الأفراد الذين ينشرون محتوى مسيئًا، ينبغي للمجتمع أن يشجع النقد البناء الذي يهدف إلى تصحيح الممارسات السلبية يمكن توجيه الأفراد لابتكار محتوى يعزز من قيم الأخلاق، ويعبر عن الوعي الاجتماعي والديني.

2. المقاطعة الإيجابية للمحتوى المسيء: يمكن أن يتخذ المسلمون موقفًا واضحًا من خلال عدم التفاعل مع المقاطع المسيئة، ومقاطعتها، بل والتركيز على دعم المحتوى الذي يعكس القيم الإسلامية الحقيقية.

3. التوعية عبر المنصات الرقمية: من خلال توفير برامج توعوية ونشر مقاطع تعليمية على نفس منصات الريلز، يمكن توجيه الشباب والجيل الصاعد نحو الاستخدام المسؤول والإيجابي لهذه المنصات. يجب أن تركز هذه المقاطع على تعزيز القيم الإسلامية في التعامل مع الآخرين، كما ينبغي نشر الوعي حول كيفية التعامل مع المعلومات الزائفة والضارة.

كيف يمكن للريلز أن يكون أداة لبث القيم الإسلامية؟

لا شك أن الريلز، كمقاطع قصيرة تُنشر على منصات مثل “إنستجرام” و”تيك توك”، تمثل فرصة هائلة لنشر الرسائل الإيجابية التي تدعم القيم الإسلامية من خلال هذه المنصات، يمكن نشر المحتوى الهادف الذي يتماشى مع معايير الأخلاق الدينية على سبيل المثال، يمكن للمسلمين استخدام الريلز لتقديم دروس دينية قصيرة، تشجيع الآخرين على التمسك بالفضائل الإسلامية، ونشر القصص التي تحفز الناس على تحسين سلوكياتهم اليومية.

أحد أبرز الأمثلة هو استخدام الريلز لتوثيق فعاليات خيرية، أو لحظات من التعاون بين أفراد المجتمع لمساعدة الفقراء والمحتاجين يمكن للمسلمين أيضًا مشاركة مقاطع عن كيفية التعامل بحسن نية مع الآخرين، والتشجيع على التواضع ومساعدة الآخرين دون النظر إلى خلفياتهم الاجتماعية.

ضرورة تعزيز القيم الإسلامية في الفضاء الرقمي

في خضم التحولات الرقمية الكبيرة التي نشهدها، تظل منصات الريلز فرصة كبيرة للإبداع والتعبير عن الذات، ولكنها في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة.

يجب على المسلم أن يكون واعيًا تمامًا بالمعايير الأخلاقية التي ينادي بها الإسلام، والتي تحث على احترام الآخرين، والابتعاد عن نشر المحتوى المسيء أو الأكاذيب من خلال التحلي بالأخلاق الإسلامية، يمكن تحويل هذه المنصات إلى وسيلة لبث الخير والمساهمة في نشر الوعي المجتمعي الإيجابي.

من خلال النقد البناء، والتوعية المستمرة، والمقاطعة الإيجابية، يمكن للمجتمع المسلم أن يعزز من استخدام هذه المنصات بشكل إيجابي ويحد من انتشار المحتوى المسيء وبالتالي، يمكن أن يكون للريليز دور محوري في إحداث التغيير الإيجابي في الفضاء الرقمي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights