قيام الليل.. دعوة للستر والمغفرة في ساعات السكون

في ساعات السكون التي تغمر الليل، يتوجه المسلمون إلى ربهم بالدعاء والاستغفار، متضرعين ومتذللين، آملين في رحمته ومغفرته.
ومع حلول تلك اللحظات الروحانية، يرفع الدعاء بصوت خاشع: “اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض واغفر ذنوبنا واعفو عنا وتجاوز عنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين.”
مغزى الدعاء وأثره في النفوس
يحمل هذا الدعاء معاني عميقة ترتبط بطلب الستر والحماية من الله في كل الأحوال:
الستر فوق الأرض: إشارة إلى ضرورة حماية العبد من عثرات الدنيا وستر زلاته وأخطائه.
الستر تحت الأرض: دعاء بحسن الخاتمة وتيسير الأمور عند الرحيل.
الستر يوم العرض: تضرع بأن يغفر الله ذنوب العبد ولا يفضحه يوم الحساب.
كما يعبّر الدعاء عن الرجاء في عفو الله ورحمته، وهو توجه ينبع من الإيمان العميق برحمة الله الواسعة التي تشمل كل شيء.
الصلة بنهج النبي محمد ﷺ
يتماشى الدعاء مع تعليمات النبي ﷺ في التشبث بقيام الليل واللجوء إلى الاستغفار، حيث كان ﷺ يحث المسلمين على هذه العبادات لما لها من فضل عظيم وقد ورد عنه ﷺ قوله: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”
دعوة للاستغفار والتأمل
يأتي الدعاء كجزء من دعوة أوسع للاعتناء بقيام الليل، الذي يُعد وقتًا مباركًا للتقرب من الله والاستغفار ويظل الاستغفار أحد أهم أسباب السكينة والطمأنينة في قلب المؤمن، إذ يقول الله في كتابه الكريم: “وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.”
يبقى الدعاء والاستغفار أحد أهم مظاهر العبادة التي تربط العبد بربه، وتمنح القلوب الطمأنينة في ظل تحديات الحياة اليومية ولن تجد لحظة أفضل من قيام الليل لتفتح قلبك لله، فتناجيه بخشوع، سائلًا رحمته وعفوه وستره في الدنيا والآخرة.