ذاكرة اليوم.. كيف أصبح مسجد العارف بالله منارة للعبادة والثقافة بسوهاج؟

نسلط الضوء على مسجد العارف بالله بمحافظة سوهاج، في هذا التقرير عبر جريدة وموقع “اليوم” الإخباري، وهو أحد أبرز المعالم الدينية والثقافية في صعيد مصر. هذا المسجد الذي يمتد تاريخه إلى قرون مضت، يجسد مزيجًا فريدًا بين عراقة الماضي وتطور الحاضر.

نستعرض في هذا التقرير تفاصيل عن تاريخه، تجديداته، وأبرز الأنشطة والخدمات التي يقدمها ليظل منارة تجمع بين العبادة والعطاء الثقافي والاجتماعي.

مسجد العارف بالله.. رمز التاريخ والتراث 

في قلب محافظة سوهاج، يبرز مسجد العارف بالله كمعلم ديني وثقافي يعكس أصالة الهوية الإسلامية وعبق التاريخ المصري. يُعد المسجد وجهة مميزة تجمع بين العبادة والتاريخ والتجديد، ليظل شاهدًا على حضارة تمتد قرونًا.

بين عراقة الماضي وتجديد الحاضر

تأسس مسجد العارف بالله في القرن الثامن الهجري، ليحمل إرثًا تاريخيًا يُقدر بأكثر من سبعة قرون. وفي عام 1968، شهد المسجد إعادة بناء شاملة، أعقبها تجديد حديث عام 1998، ليواكب تطورات العصر.

يمتد المسجد على مساحة تزيد عن 7000 متر مربع، ويضم جناحًا خاصًا بضريح سيدي العارف بالله، بتصميم يضمن الخصوصية للرجال والنساء عبر مداخل منفصلة.

وفي إطار النهضة التي تشهدها المعالم الدينية في مصر، حظي المسجد بتطوير شامل للساحة الخارجية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتكلفة بلغت 6 ملايين جنيه. هذا التطوير لم يُضف فقط لمسة جمالية، بل حوّل المكان إلى مركز خدمي وسياحي.

تصميم ميدان العارف بالله: رؤية عصرية

“الميدان الجديد أضاف لمسة حضارية، وأصبح مكانًا يلبي احتياجات العائلات والزوار من كل الأعمار”.

استُوحي تصميم ميدان العارف بالله من ساحة مسجد سيدنا الحسين بالقاهرة، ليتم تقسيمه إلى ثلاث مناطق متكاملة: منطقة للمطاعم والمقاهي، ممشى مرصوف للعائلات، ومنطقة انتظار للسيارات. يتوسط الميدان مجسم مصحف ضخم بارتفاع 5 أمتار، ليؤكد قدسية المكان ويعكس رسالته الروحانية.

مرافق متعددة وخدمات مجتمعية

“المسجد ليس مجرد مكان للصلاة، بل منصة لخدمات طبية واجتماعية تسهم في مساعدة المحتاجين”.

يتسع المسجد لثلاثة آلاف مصلٍّ في طابقين، مع مصلى خاص بالنساء. يتسم المسجد بهندسة معمارية مميزة، تشمل مئذنتين وقبة ضخمة، بالإضافة إلى مبانٍ خدمية تضم مستوصفًا طبيًا، دار مناسبات، وجمعية أهلية تقدم خدمات اجتماعية شاملة.

احتفالات ومناسبات دينية مميزة

يتحول المسجد إلى مركز إشعاع ديني خلال المناسبات الكبرى مثل المولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج، حيث يجمع بين العبادة والأنشطة الثقافية، ما يجذب أعدادًا كبيرة من سكان سوهاج والمحافظات المجاورة.

رسالة التسامح وتصحيح المفاهيم

“رسالة المسجد تتجاوز العبادة، فهو نافذة للتعريف بالإسلام وتوضيح قيمه الحقيقية”.

يلعب المسجد دورًا بارزًا في نشر قيم الإسلام الوسطي والتعايش السلمي. يستقبل السائحين من مختلف الجنسيات للإجابة عن استفساراتهم حول الإسلام، بمساعدة أئمة مؤهلين.

مكتبة شاملة وأنشطة تثقيفية

تحتوي مكتبة المسجد على مجموعة واسعة من الكتب والمخطوطات الإسلامية بالعديد من اللغات، ما يجعلها مقصدًا للباحثين والسائحين. كما يقدم المسجد أنشطة متعددة، منها:

دروس في علوم الشريعة.

برامج تعليمية للأطفال.

مجالس إفتاء.

فعاليات ثقافية ودينية.

رسالة المسجد: عبادة وعطاء

يبقى مسجد العارف بالله رمزًا خالدًا يجمع بين عبق التاريخ وتطور الحاضر، نموذجًا للمسجد الذي يخدم المجتمع بمختلف جوانبه.

في ذاكرة اليوم،

المسجد ليس مجرد بناء، بل رسالة تدعو إلى الخير والمحبة والسلام. يظل هذا الصرح شاهدًا على عراقة الماضي ورؤية المستقبل.