خالد الجندي: الصداقة ولاء وعلم الوطن رمز الانتماء

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن مفهوم الصداقة يتجاوز كونه مجرد علاقة اجتماعية أو عشرة عابرة، ليصبح عملية معقدة تمر بمراحل متعددة من الانتقاء وإعادة التقييم، تمامًا كما يحدث في نظام تنسيق الثانوية العامة.
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة “DMC”، في حلقة بعنوان “حوار الأجيال”، حيث استعرض خلالها الجندي فلسفته حول أهمية الصداقة وتأثيرها في حياة الإنسان.
أشار الشيخ الجندي إلى أن الصداقات التي تنشأ في المراحل الأولى من الحياة غالبًا ما تكون عشوائية، وتعتمد على القرب الجغرافي أو التفاعل اليومي في المدرسة، النادي، أو داخل الأسرة.
وأوضح أن هذه الصداقات ليست دائمة بالضرورة، حيث تأتي لاحقًا مرحلة “الفكرة”، والتي تعد بمثابة تصفية دقيقة تُبقي فقط على العلاقات المبنية على توافق القيم والأفكار بين الأفراد.
التعمق في الصداقة: العقيدة أساس الولاء
وفي حديثه عن أعمق أشكال الصداقة، أكد الشيخ خالد الجندي أن الصداقة التي تقوم على العقيدة والمعتقد هي الأكثر قوة ودوامًا.
وقال: “العقيدة تجب ما قبلها، فالصديق الحقيقي هو من يشاركك الانتماء لفكرة سامية أو مبدأ نبيل. هؤلاء هم الأصدقاء الذين يبقون رغم تغير الظروف”.
وشدد على أهمية الولاء في العلاقات الإنسانية، قائلاً إن الصداقة الحقيقية تتجاوز المصالح الشخصية لتصبح نوعًا من الالتزام المشترك تجاه القيم والمبادئ.
علم الوطن: رمز الانتماء والأصل
انتقل الشيخ خالد الجندي للحديث عن مفهوم الولاء والانتماء من نطاق العلاقات الشخصية إلى الانتماء للوطن وقارن بين مشاعر الحماس والانتماء التي يشعر بها مشجعو الأندية الرياضية عند رؤية شعارات فرقهم، وبين علم الوطن الذي وصفه بأنه “رمز للكهف والحصن الذي نحتمي فيه”.
وأكد أن علم الوطن ليس مجرد قطعة قماش، بل هو رمز يجسد الانتماء والجذور.
وأضاف: “إذا كان شعار نادٍ رياضي يُثير التفاني في النفوس، فكيف بعلم الوطن الذي يمثل كياننا وهويتنا؟”.
إعادة تقييم دائرة الأصدقاء
اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالدعوة إلى إعادة تقييم دائرة الأصدقاء بين الحين والآخر، مشددًا على ضرورة اختيار الأصدقاء الذين يساهمون في بناء الإيمان والأخلاق. واستشهد بقصة أصحاب الكهف، مؤكدًا أن الصحبة الصالحة هي التي تقود الإنسان نحو الله، قائلاً: “الصاحب الحق هو من يدلك على الله ويحفظ إيمانك”.
ودعا الجندي إلى التأمل في نوعية العلاقات التي نحيط أنفسنا بها، مؤكدًا أن الصداقة ليست مجرد علاقة اجتماعية، بل مسؤولية وانتماء يؤثران في مسيرة الإنسان وحياته الروحية والمجتمعية.