عرب-وعالم

لمحات الألم في حكايات أسرى محررين

احتفى مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس اليوم- السبت- بدفعة الأسرى المحررين اليوم البالغة 200 أسير من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أطلقت عليها المقاومة اسم “طوفان الأحرار“، واعتبرها دليل على كسر المقاومة هيبة الاحتلال، بعد أن أجبروه على الرضوخ لإرادة الفلسطينيين التي وصفها “بالصلبة”.

مئتي أسير كان كل واحد من قد فقد الأمل في الخروج من جحيم سجون الاحتلال، تنسم جميعهم الحرية المصبوغة بقصة إنسانية قد لا تتسع لها الكتب ليرويها، لكننا في التقرير الحالي، نروي لمحات من تلك القصص:

محمد العارضة

هو أحد الأسرى المعتقلين بسجن “جلبوع” منذ عام 2002، يبلغ من العمر 43 عاما، حيث أنه محكوم عليه بثلاث مؤبدات و 20 عامًا من السجن، وهو أحد أبناء بلدة عرابة جنوب جنين.

وقد استقبله أهل البلدة وبينهم والدته بالاحتفال، والهتافات للمقاومة وغزة وأسرى عملية “نفق الحرية”، حيث أنه كان أحد 6 أسرى، تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع، عبر حفر نفق أسفل السجن باستخدام ملعقة طعام عام 2021.

وقد تم تحريره اليوم للمرة الثانية ضمن صفقة الطوفان، باعتباره واحد من أصحاب المؤبدات.

وخلال استقباله وسط جموع أهل بلدته، قال “العارضة”: “لا يوجد أحد في هذا الكون يستطيع أن يفرض كلمته على إرادة شعبنا ومقاومته، وأهل غزة أشرف الناس وأشجع الناس وأطهر الناس، والأسرى الذين تركتهم خلفي سيعيشون هذه اللحظات بالحرية حتماً، لأن إرادة الله أيضاً أقوى من كل الطغاة والمستكبرين”.

فهد الصوالحي 

 

هو أحد المقاومين الذين تم اعتقالهم في بداية الانتفاضة الثانية، وأحد أبناء مخيم بلاطة في نابلس، محكوم عليه بالسجن 7 موبدات بالإضافة إلى 50 سجن.

عانى “الصوالحي” من عدة مشكلات صحية داخل السجن، حيث أصيب بمشكلات صحية في العظام وقرحة في المعدة، وتعرض للعزل والسجن الانفرادي، وتنقل بين عدة سجون من بينها: سجن مجدو و شطّة وجلبوع وتسلمون والجلمة وهشارون وهداريم والرملة وبئر السبع- معبار أوهلي كيدار” ونفحة وريمون.

وقد رصدت شبكة “قدس” الإخبارية لحظة لقاء “الصوالحي” بوالدته المسنة، بينما هي قعيدة فراشها تحتضن صورته، وقد نقشت عائلته رسالة للمقاومة على جدران منزله تقول: “شكرا للمقاومة”.

كما قدمت إحدى المسنات اللائي ينتظرن وصوله تحيه للمقاومة وقادتها، فقالت: “أول إشي بنحيّي المقاومة، وعلى رأسها “محمد الضيف”، اللي عملوه ما حد عمله، ولا حتى الدول الكبيرة، لكن أصغر دولة غزة هي من فعلت ذلك، وطلعت دولة بحق وحقيقي، ووقفت أمام أمريكا ودول أوروبية، فأنا أحيي المقاومة”..

أحمد حسين 

هو أحد أبناء قلنديا البلد شمال القدس المحتلة، محكوم عليه بالسجن 40 عامًا، قضى منها 19 عاما في السجن.

وقد رصدت وسائل إعلام فلسطينية لحظات انتظار والدته لقاءه في نقطة الوصول، بينما تؤكد أنها لم تلمسه طوال مدة حبسه إلا مرة واحدة، حيث كانت الزيارة دائما يحول بينهما لوح زجاجي، ودعت للمقاومة معتبرة خروجه نصر.

وكانت أحد المحطات الحزينة في حياة “حسين”، هي رحيل والده أثناء انتظاره صفقة، قبل فترة قصيرة من الإفراج عنه، حيث رصدت صورة المحرر بينما يبكي على قبر والده قبل وصوله المنزل.

وعلى الرغم من الألم الذي تنطوي عليه قصصهم، تبقى عزة الخروج رغم أنف الاحتلال أقوى انتصار لشعب، يعاني الحصار والإبادة والتجويع والفصل العنصري، ومازالت ملفات الأسرى مليئة بالألم الممزوج بالأمل في غد تتنفس فيه أرض فلسطين حريتها الكاملة، وهي تعلم أنها لن تكون إلا حرية مضرجة بالدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights