الإفتاء: الرهانات بين الأصدقاء محرمة شرعًا حتى في المزاح

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الرهانات التي تُجرى بين الأصدقاء في إطار المزاح أو التسلية تعدّ مخالفة للشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التصرفات يندرج تحت بند المعاملات المحرمة التي نهى الإسلام عنها.
وخلال ظهوره في برنامج “فتاوى الناس”، الذي يقدمه الإعلامي مهند السادات على قناة الناس، أوضح الشيخ محمد كمال الأحكام المتعلقة بالرهانات في المواقف اليومية بين الأصدقاء، متناولًا تفاصيل دقيقة عن الأحوال التي يجوز فيها الرهان والتي لا يجوز فيها.
الرهانات الترفيهية: لا تجوز حتى في المزاح
تطرق أمين الفتوى إلى أحد أكثر الأسئلة شيوعًا بين الناس حول الرهانات التي قد تحدث بين الأصدقاء، مثل المراهنة على إحضار وجبة أو القيام بفعل معين في سياق المزاح.
قال الشيخ كمال: “يا محمد، يا حبيبي، لا يجوز أن يكون هناك رهان بينك وبين أصدقائك، حتى وإن كان الأمر مزاحًا وغير جدي، لأن هذا يتنافى مع الضوابط الشرعية”.
وأضاف أن أي رهان يتضمن دفع أموال أو تقديم هدايا بين المشاركين يعتبر مخالفًا للأحكام الشرعية، نظرًا لكونه يدخل ضمن “الميسر” الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ضمن الأمور المحرمة.
الشروط الشرعية للرهانات: متى تكون جائزة؟
وأردف الشيخ كمال موضحًا أن الرهانات لا تعدّ ممنوعة بشكل مطلق، وإنما هناك استثناءات تتعلق بوجود طرف ثالث غير مشارك في الرهان أو المسابقة.
وأكد: “إذا كانت الجائزة مقدمة من طرف ثالث لا علاقة له بالمتسابقين، فلا مانع شرعًا في هذه الحالة من قبول الجائزة أو إجراء المسابقة.”
وضرب مثالًا بقوله: “إذا قرر شخص خارجي أن يقدم جائزة للفائز في تحدٍّ أو مسابقة بين أشخاص آخرين، فلا حرج في ذلك، لأن المال أو الجائزة في هذه الحالة ليست من أموال المتسابقين أنفسهم، وبالتالي لا يتعارض مع الأحكام الشرعية.”
حكم الرهانات داخل المسابقات
وعلى الجانب الآخر، شدد الشيخ محمد كمال على أن الرهانات التي تُجرى داخل المسابقات الرياضية أو أي نوع آخر من المسابقات، والتي تعتمد على أموال المشاركين أنفسهم، لا تجوز شرعًا.
وأوضح: “المال الذي يتم تبادله بين أطراف المسابقة أو الرهان إذا كان مصدره من المتسابقين أنفسهم، فإنه يعدّ نوعًا من القمار الذي حرمته الشريعة.”
وختم أمين الفتوى حديثه بدعوة المسلمين إلى الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في كافة معاملاتهم، مشيرًا إلى أهمية تجنب الوقوع في المحرمات، حتى وإن كان الأمر يبدو بسيطًا أو في إطار المزاح.
وأكد أن الالتزام بالضوابط الشرعية هو السبيل الأمثل لتحقيق البركة في الأموال والعلاقات بين الناس.
الإفتاء تحذر من التساهل في الأحكام
من خلال هذا التوضيح، تسعى دار الإفتاء المصرية إلى توعية المسلمين بضرورة تحري الأحكام الشرعية في كافة تفاصيل حياتهم، بما في ذلك المعاملات اليومية مثل الرهانات أو المزاح بين الأصدقاء، لما لذلك من أثر على الدين والعلاقات الاجتماعية.