التعليم الأزهري: نموذج فريد يربط ميراث النبوة بالقيم الإنسانية

أكد الدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، أن التعليم الأزهري يمثل نموذجًا فريدًا في عمقه التاريخي ودوره العلمي.
وأوضح خلال مشاركته في ندوة بعنوان «ماذا قدَّم التعليم الأزهري للعالم؟» بجناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الأزهر الشريف استطاع على مدار تاريخه الطويل أن يحافظ على ميراث النبوة من خلال تدريس العلوم الإسلامية ونقلها جيلًا بعد جيل دون تحريف، مشيرًا إلى أن دوره لم يقتصر على ذلك، بل امتد ليشمل الحفاظ على الهوية العربية واللغة العربية، مما جعل تأثيره يتخطى حدود مصر ليصل إلى مختلف أنحاء العالم.
رسالة الأزهر: تعليم شامل وغرس للقيم الإنسانية
وأوضح الشرقاوي أن التعليم الأزهري لا يقتصر على العلوم الشرعية فقط، بل يسعى أيضًا إلى غرس القيم الإنسانية النبيلة في نفوس الطلاب، بهدف تشكيل وعيهم وفقًا للمبادئ الإسلامية التي تعلي من شأن الكرامة الإنسانية للجميع، بغض النظر عن اختلافاتهم.
وأكد أن هذه القيم النبيلة التي يرسخها التعليم الأزهري تساعد في إعداد أجيال تتسم بالتسامح والتعايش الإنساني في مجتمعات متعددة الثقافات والأديان.
التعليم الأزهري ومنهجية السلام والتسامح
وأشار وكيل قطاع المعاهد الأزهرية إلى أن التعليم الأزهري يعتمد على منهج مستنير يرتكز على مقاصد الشريعة الإسلامية، ومنها حفظ الدين، وحماية النفس، وصون العرض، وحفظ العقل والمال.
هذه المبادئ جعلت التعليم الأزهري يسهم بشكل مباشر في نشر ثقافة السلام والتسامح بين الناس، متجاوزًا الفروقات الدينية والعرقية والثقافية.
وأضاف أن الأزهر يولي أهمية لدراسة التراث الإسلامي المتجدد، مما يعزز قيم التآخي بين الشعوب.
كما أشار الشرقاوي إلى أن النظام التعليمي الأزهري لم يقتصر على الطلاب المصريين فقط، بل فتح أبوابه لآلاف الطلاب من مختلف الجنسيات، ليصبح الأزهر مركزًا علميًا عالميًا.
هذا النهج ساهم في تعزيز مكانة الأزهر الشريف كمنارة علمية ودينية تنشر الفكر الإسلامي الوسطي والمستنير.
الأزهر في معرض الكتاب: رسالة علمية ودعوية متجددة
يشارك الأزهر الشريف، للعام التاسع على التوالي، بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، والذي يقام في قاعة التراث رقم “4”.
يمتد جناح الأزهر على مساحة ألف متر مربع، ويضم العديد من الأركان المتنوعة التي تسلط الضوء على الأنشطة العلمية والثقافية للأزهر ومراكزه البحثية.
وتهدف مشاركة الأزهر في هذا الحدث الثقافي إلى التأكيد على مسؤوليته التعليمية والدعوية والوطنية، واستمراره في نشر الفكر الإسلامي المستنير الذي تبناه لأكثر من ألف عام.
ويشهد الجناح إقبالًا كبيرًا من الزوار الذين يسعون للتعرف على التراث الإسلامي من خلال كتب ومخطوطات قيمة، فضلًا عن الفعاليات الثقافية التي تقدمها المؤسسات التابعة للأزهر الشريف.
خلاصة الرسالة الأزهرية
اختتم الشرقاوي حديثه بالتأكيد على أن التعليم الأزهري يظل نموذجًا فريدًا ومتميزًا، يجمع بين الحفاظ على التراث الإسلامي ونشر القيم الإنسانية، مشددًا على أهمية مواصلة هذا الدور في مواجهة التحديات التي تواجه القيم الدينية والإنسانية في العالم اليوم.