الفرانكو آراب.. سلاح خفي لطمس الهوية العربية

حذَّر الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من وجود مخططات ممنهجة تسعى إلى تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية وإضعاف تماسكها، وذلك من خلال استهداف ركائزها الأساسية، وأبرزها اللغة، والثقافة، والدين، والأسرة، والدولة.
خلال حديثه في برنامج “مع الناس” المذاع على قناة “الناس”، أكد الورداني أن هذه المخططات بدأت في الانتشار بقوة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث كان الهدف الرئيسي منها هو خلق مجتمعات “سائلة”، أي مجتمعات بلا هوية واضحة أو محددة، تعيش في حالة من الفوضى الفكرية والثقافية، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثر والاختراق من قبل قوى خارجية.
استهداف اللغة.. “الفرانكو آراب” أداة لطمس الهوية
أشار الدكتور الورداني إلى أن أحد الأساليب التي تم استخدامها في هذا الإطار هو استهداف اللغة العربية، باعتبارها جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات العربية، موضحًا أن هناك محاولات مستمرة للتخلص من اللغة العربية الفصيحة عبر الترويج لاستخدام ما يُعرف بـ”الفرانكو آراب”، وهي طريقة كتابة تمزج بين الحروف اللاتينية والعربية، مما يُضعف ارتباط الأجيال الجديدة بلغتهم الأم.
أوضح أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء الفكر والتراث، وصلة مباشرة بالقرآن الكريم والدين الإسلامي، مشددًا على أن أي محاولات لطمسها تؤدي إلى فصل الأفراد عن جذورهم الثقافية والدينية، وتقود إلى حالة من الضياع والانفصال عن الهوية.
الثقافة والدين والأسرة.. ثلاث ركائز في مرمى الاستهداف
لم تقتصر المخططات، وفقًا للورداني، على استهداف اللغة فقط، بل شملت أيضًا ركائز أخرى مثل الثقافة والدين والأسرة، حيث سعت بعض الأفكار المستوردة إلى نشر مفاهيم جديدة تحاول تفكيك البناء الاجتماعي التقليدي، وإضعاف الروابط الأسرية، وتقديم صورة مشوشة عن الدين الإسلامي، بهدف خلق مجتمعات بلا جذور واضحة أو انتماء حقيقي.
أكد أن الثقافة المصرية، التي تشمل العادات والتقاليد والمعتقدات، لعبت دورًا رئيسيًا في الحفاظ على تماسك المجتمع المصري على مدار العصور، محذرًا من أن أي محاولات لضرب هذه الثقافة ستكون بمثابة تهديد مباشر لوحدة الأمة واستقرارها.
الحفاظ على الهوية.. مسؤولية جماعية لمواجهة المخاطر
شدد الدكتور الورداني على أن الحفاظ على اللغة العربية والثقافة والتراث هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، مشيرًا إلى أن الدفاع عن الهوية لا يعني الانغلاق أو رفض التطور، بل يتطلب الوعي بمخاطر التفكك والتمسك بالثوابت التي تحفظ استقرار المجتمعات.
أكد أن المجتمعات العربية تعرضت عبر التاريخ للعديد من التحديات التي استهدفت ثقافتها ولغتها، لكنها نجحت في تجاوزها والحفاظ على هويتها، داعيًا إلى ضرورة تعزيز دور المؤسسات التعليمية والثقافية في نشر الوعي بأهمية اللغة العربية والحفاظ على التراث، لمواجهة أي محاولات تسعى لطمس الهوية الوطنية والدينية.