أخبار

عالم أزهري يوضح لماذا يحرص الناس على زيارة آل البيت؟

في حديثه عن أهمية زيارة آل البيت، قال الشيخ الشحات العزازي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن زيارة المقامات الخاصة بأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم تتجاوز كونها مجرد زيارة مكانية، بل تحمل أبعادًا روحية وعميقة.

وأوضح العزازي في لقاء له مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج “90 دقيقة” على قناة “المحور” أن زيارة هذه الأماكن المقدسة تتم بالإذن والدعوة من الله سبحانه وتعالى، وأن الزائر لا يذهب إلى تلك الأماكن فقط لتلبية حاجة دنيوية، بل ليحظى بنعمة روحية وأبعاد إيمانية قد تغير مجرى حياته.

زيارة آل البيت: بين الفرض والإذن الإلهي

بدأ الشيخ العزازي حديثه بالإشارة إلى أن جميع الأماكن المتعلقة بأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم تستحق الزيارة، ولكن السؤال الأساسي هو: هل الزيارة واجبة أو مفروضة على الزائر، أم أن الزائر يسعى للزيارة استجابة لدعوة إلهية؟ وفي هذا السياق، أكد العزازي أن الزيارة ليست مجرد فعل بشري، بل هي جزء من إرادة إلهية وسبب في فتح أبواب الخير والبركة للزائر.

وأضاف العزازي: “الزيارة ليست مجرد عمل تقليدي، بل هي جزء من الرحلة الروحية التي يقودنا إليها الله سبحانه وتعالى، وكل شيء يحدث في تلك الأماكن له بعد روحاني خاص”.

وأوضح أن الله يوجه بعض الناس إلى تلك الأماكن لما تحمله من بركات، وأن بعض الزوار يذهبون إلى تلك المقامات ليختبروا تحولًا روحيًا يمكن أن يحدث أثناء الزيارة.

الحج كمثال: دعوة الله للزيارة

تحدث الشيخ العزازي عن الحج كمثال للزيارة الروحية، مؤكدًا أن هناك العديد من الأشخاص، خاصة من الفقراء والبسطاء، الذين رغم عدم امتلاكهم للمال، يذهبون إلى مكة المكرمة في موسم الحج. وقال العزازي: “في موسم الحج، نجد أناسًا بسطاء لا مال لهم، لكن الله سبحانه وتعالى يرسل إليهم من يساعدهم، ليحققوا حلمهم في زيارة بيته”.

ولفت إلى أن هذه الزيارة تكون لها أهداف أسمى، حيث يدعو الله الناس لزيارة بيته في مناسك الحج بغرض العبادة، والصلاة، والدعاء، والتقرب إلى الله.

وأشار العزازي إلى أن مثل هذه الزيارات تأتي دائمًا بإرادة إلهية، حيث ينسجم الجسد مع الروح في رحلة إيمانية إلى الأماكن المقدسة، ويعكس ذلك في النهاية التوجيه الإلهي الذي يجلب إلى الإنسان الفوائد الروحية.

زيارة مقام السيدة زينب: تحول روحي للبعض

تحدث الشيخ العزازي عن زيارة مقام السيدة زينب رضي الله عنها في القاهرة، وكيف أن هناك العديد من الزوار الذين قد لا يكونون في البداية مهتمين بالزيارة، ولكن الله يفتح لهم أبوابًا جديدة من الفهم والتقوى أثناء الزيارة.

وقال العزازي: “بعض الناس الذين قد لا يكون لديهم رغبة قوية في زيارة مقام السيدة زينب، يذهبون برفقة أصدقائهم، ومن هنا تبدأ تجربتهم الروحية”.

وأوضح أن زيارة المقام ليست مجرد خطوة إلى مكان مقدس، بل هي فرصة للنور الروحي والفتح الإلهي. وقال: “في كثير من الأحيان، قد يرى الزائر شيئًا أو يشعر بشيء لم يكن يشعر به من قبل، وقد يسمع دعاءً صالحًا يخصه، وهذا يساعده في تحويل مسار حياته”.
وأضاف العزازي أن هؤلاء الزوار غالبًا ما يشعرون بأنهم قد خطوا خطوات على عتبات أهل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعمق إيمانهم ويجعلهم يقتربون أكثر من الله.

الزيارة: إذن إلهي وفتح روحاني

اختتم الشيخ الشحات العزازي حديثه بالتأكيد على أن الزيارة إلى أماكن آل البيت، مثل مقام السيدة زينب وغيره من المقامات المقدسة، لا تقتصر على كونها زيارة لمكان معين، بل هي مسعى روحاني يفتح للزائر أبواب الهداية والتقوى. وأكد العزازي أن كل خطوة في تلك الزيارات هي إذن من الله سبحانه وتعالى، وأن الزيارة ليست مجرد فعل جسدي، بل هي اتصال روحاني مع الله وأهل بيت نبيه.

وقال العزازي: “الزيارة تبدأ بإذن من الله، وكل خطوة في تلك الأماكن لها مغزى روحاني خاص، وتُعتبر دعوة إلهية لتحقق النعم الروحية والبركات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights