الشحات العزازي: مولد السيدة زينب يجمع العلماء والمجاذيب في رحاب المحبة والإيمان

تحدث الشيخ الشحات العزازي، أحد علماء الأزهر الشريف، عن المكانة العظيمة لمولد السيدة زينب رضي الله عنها، مشيرًا إلى أن هذا الحدث لا يقتصر فقط على التفاعل الروحي والديني، بل يجذب فئات متنوعة من الناس، من كبار العلماء إلى الأشخاص البسطاء الذين وصفهم بـ”المجاذيب”، والذين يلتقون جميعًا في رحاب السيدة زينب.
وأوضح العزازي في لقاءه مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج “90 دقيقة” عبر قناة “المحور” أن مولد السيدة زينب يجسد واحدة من أبرز مظاهر التلاحم والتنوع في المجتمع المصري، حيث يُعبّر كل فرد عن حبّه بطريقته الخاصة.
تنوع الزوار من العلماء إلى “المجاذيب”
قال العزازي إن مولد السيدة زينب يشهد حضور العديد من الزوار، الذين يتفاوتون في المستوى العقلي والعلمي، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يجمع بين أكابر العلماء الذين بلغوا درجات علمية رفيعة وأشخاص عاديين، بل وحتى من “المجاذيب” الذين فقدوا عقولهم بسبب ما يُعرف بـ”الجذب”.
وأوضح أن ما يجمع الجميع هو حب السيدة زينب، حيث يلتقون جميعًا في رحابها من مختلف الطبقات الاجتماعية والفكرية. وأضاف: “من أكابر العلماء الذين يُشار إليهم بالبنان، إلى الأميين، ومن أعلى الناس عقولا إلى أولئك الذين جُذبوا فذهب عقولهم، كل هؤلاء يلتقون في رحاب السيدة زينب”.
وأشار العزازي إلى أن هذا التنوع لا يقتصر فقط على الفئات الاجتماعية بل يمتد ليشمل الخلفيات الفكرية، فكل شخص يأتي إلى المولد بدافع إيماني وروحي، وتجمعهم المحبة والتقدير لسيدة من آل البيت.
مظاهر الحب المختلفة في مولد السيدة زينب
أوضح العزازي أن الزيارة لمولد السيدة زينب ليست مجرد زيارة للمكان، بل هي تعبير عن الحب الروحي والوجداني للسيدة زينب وأهل البيت.
وأضاف: “كل واحد منهم يأتي إلى مولد السيدة زينب بحب، وكل حب له صورة”.
وأكد أن هذا الحب يتجسد بطرق متنوعة وفقًا لكل شخص، فالبعض يعبر عن حبه بتعليم الناس وتعريفهم بعلم الدين، في حين يعبر آخرون عن حبهم بالتعلم وتحصيل العلوم الشرعية.
وهناك من يعبر عن حبهم بالإنفاق، حيث يقومون بتوزيع الأموال والموارد على الفقراء والمحتاجين في هذا اليوم المبارك وهناك أيضًا من يعبّر عن حبهم عبر إطعام الضيوف وتقديم الخدمات لهم.
وأشار العزازي إلى أن هذا التنوع في التعبير عن الحب يجعل من مولد السيدة زينب حدثًا متعدد الأبعاد، حيث يُشارك فيه الجميع وفقًا لطبيعتهم الروحية والعاطفية.
أنشطة دينية وروحانية في الاحتفال
تحدث الشيخ العزازي عن الأنشطة الدينية المتنوعة التي تشهدها احتفالات مولد السيدة زينب، والتي تتراوح بين الإنشاد الديني، تلاوة القرآن، والتفسير، وقراءة قصائد المدح في آل البيت.
وأوضح أن هذه الأنشطة تخلق أجواءً من التفاعل الروحي العميق بين الزوار، حيث يتجمعون في حب الله ورسوله وأهل البيت.
وقال العزازي: “كل قصائدهم فيها ذكر لله وثناء عليه بما هو أهله”، مضيفًا أن هذه الاحتفالات تُمثل تجمّعًا إيمانيًا حيث يُسهم الجميع في تعزيز الروحانية والعبادة من خلال هذه الأنشطة التي تجذب القلوب.
وأضاف أن المولد يشهد أيضًا تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، ويشارك فيه العديد من الناس الذين يسعون لفهم أحكام الدين، سواء عن طريق الاستماع لشرح العلماء أو من خلال المشاركة في الأنشطة الدينية. “ومنهم من يفسر أحكام الدين، ومنهم من يقرأ القرآن، ومنهم من ينشد قصائد آل البيت في مدح النبي”، تابع العزازي.
المحبة والإيمان: تلاقي الأرواح في مولد السيدة زينب
اختتم الشيخ العزازي حديثه بالتأكيد على أن مولد السيدة زينب هو فرصة لتلاقي الأرواح، حيث يجتمع المسلمون في حب وتقدير للسيدة زينب وأهل البيت.
وقال: “هذه الزيارة تُعتبر بمثابة فرصة لإحياء النفوس، وزيادة الارتباط الروحي بين الناس وأهل البيت، فهي ليست مجرد مناسبة، بل هي مناسبة لتجديد الإيمان وتعميق الفهم الديني”.
وأضاف أن الاحتفال بمولد السيدة زينب يجسد تلاحم المجتمع، ويعكس مدى الحب الذي يكنه الناس لأهل البيت، خاصة أن هذا الحب يظهر بطرق مختلفة وفي صور متنوعة تعكس تفرد هذا الحدث في قلوب المسلمين.
لمتابعة اللقاء كاملاً، يمكنكم مشاهدة الفيديو عبر الرابط التالي: رابط الفيديو.https://www.youtube.com/watch?v=rINepfaBmqo