الرئيسيةحكايات الفن

مقاهي شاهدة على التاريخ.. “قهوة بعرة” الباب الخلفي لنجوم السينما

كتبت- مرثا مرجان

عرُفت المقاهي بأنها ملتقى الصحبة والأصدقاء، وانتشرت بمصر في عهد المماليك، وذلك بالتزامن مع دخول القهوة كمشروب عرفه المصريون، والذي أثار جدل في بدايته بسبب معارضة رجال الدين  لشرب القهوة  في ذلك الوقت.

كانت المقاهي تقام بعيدًا عن المناطق السكنية، إلا أن دورها تطور بمرور الزمن، فأصبحت ملتقى للتجار وقت ازدهار تجارة القطن، ثم ملتقى للشعراء والادباء والمثقفين والفنانين في عصور مختلفة، يجتمعون للنقاش وتبادل الأفكار.

ومن هذه المقاهي مقهى ذاع صيته في القاهرة، “مقهى بعرة” أو (قهوة بعره) كما يعرفها الكثيرون كانت لسنوات طويلة مقصدًا لكل من يهتم بالسينما من ممثلين أو من يعملون خلف الكاميرا.

تاريخ مقهى بعرة

يقع مقهى بعرة في منطقة وسط البلد بالقاهرة، ويُعرف بأجوائه الشعبية وبساطته الشديدة، مما جعله مكانًا مفضلًا لكل صناع السينما، اشتهر مقهى بعرة بتقديم الشاي والقهوة بأسعار زهيدة، مما جعله وجهة لرواد الفن الذين لم يكن لديهم القدرة على ارتياد المقاهي الفاخرة.

سبب تسمية مقهى بعرة

افتتح المقهى عام 1939 وحمل اسم “نادي الكرسال” ثم  حمل المقهى هذا الاسم نسبة لمالكه، الذي كان يطلق عليه اسم “بعرة”، غرابة الاسم زادت من شهرته بالرغم من بساطة المكان، حمل المقهى أهمية كبيرة لأكثر من نصف قرن في فترة ذهبية لصناعة السينما.

كان مقهى بعرة مقصدًا للعديد من الأسماء اللامعة في السينما والمسرح والأدب، حيث جلس فيه ممثلون أصبحوا نجوم منهم إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري ونجيب الريحاني ومحمود شكوكو وفريد شوقي ورشدي أباظة وأنور وجدي وغيرهم.

ولم يقتصر الأمر على الممثلين فقط بل أيضا من يعملون خلف الكاميرا من أفراد الإنتاج والماكيير وغيرهم وكان هاتف المقهى هو وسيلة الوصول لأي من هولاء.

دور المقهى في المشهد الفني

لعب مقهى بعرة دورًا هامًا في حياة الكثيرين من أصحاب أدوار الكومبارس ونجوم الصف الثاني، إيضا لعب دور كبير في شهرة الكثرين فهو الباب الخلفي لنجوم السينما حيث كان مكانًا يلتقون فيه بالمنتجين والمخرجين، مما أتاح لهم فرص للعمل.

مقهى بعرة باقي في الذاكرة

مع مرور الزمن، تقلص دور وأهمية المقهى وبدأ يختفي تدريجيًا من المشهد، خاصة مع تطور عمل مكاتب الريجسير وأصبح الواتس اب وسيلة وبديل عن هذا التجمع، وبالرغم من ذلك لا يزال اسم هذا المقهى مرتبط بتاريخ صناعة السينما.

حيث كان مقهى بعرة شاهدًا على لقاءات فنية عظيمة وأحاديث لا تُنسى بين عمالقة الفن في مصر ورغم اختفاء دور المقهى، فإن ذكراه لا تزال محفورة في وجدان وذاكرة محبي الزمن الجميل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights