“تطوير العشوائيات” رحلة التحول بين ماضي متعثر وحاضر واعد

تقرير – آية زكي
تُعد العشوائيات من أبرز التحديات التي واجهت مصر لعقود طويلة، حيث مثلت مناطق غير مخططة وغير آمنة تفتقر إلى الخدمات الأساسية. ومع تزايد الاهتمام الحكومي خلال السنوات الأخيرة، شهدت هذه المناطق تحولات جذرية تعكس رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
– العشوائيات في الماضي.. معاناة طويلة الأمد
تفاقمت ظاهرة العشوائيات في مصر خلال العقود الماضية نتيجة التوسع السكاني والنزوح من الريف إلى المدن بحثًا عن فرص العمل، أدى ذلك إلى ظهور تجمعات سكانية عشوائية في مناطق مثل منشأة ناصر، عزبة الهجانة، والدويقة، وغيرها.
منذ عام 2014، وضعت الحكومة المصرية خطة طموحة لتطوير المناطق العشوائية، حيث تم تصنيفها إلى مناطق غير آمنة وغير مخططة. وتهدف هذه الجهود إلى القضاء على العشوائيات تمامًا بحلول عام 2030.
وتسعى الدولة إلى استكمال خطتها للقضاء على جميع المناطق العشوائية غير الآمنة بحلول عام 2030، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، وتعمل الحكومة على إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان استدامة المشاريع وتحقيق أقصى استفادة للمواطنين.
– أبرز المشاريع التي غيرت المشهد
1 – حي الأسمرات:
أحد النماذج الناجحة لتطوير العشوائيات، حيث وفر آلاف الوحدات السكنية المجهزة لسكان منشأة ناصر والدويقة. كما يضم الحي مدارس، مراكز صحية، ومرافق رياضية.
2- مشروع بشاير الخير:
نفذ في محافظة الإسكندرية، واستهدف توفير مساكن آمنة ومتكاملة لسكان المناطق غير الآمنة مثل غيط العنب.
3- تطوير مثلث ماسبيرو:
من منطقة عشوائية مكتظة بالسكان إلى منطقة حضرية تضم مشروعات تجارية وسكنية راقية، مع توفير تعويضات أو مساكن بديلة للسكان.
4- مدينة الروبيكي:
تمثل خطوة نحو نقل الأنشطة الصناعية من المناطق العشوائية إلى مدينة صناعية حديثة.
ترصد “اليوم” آراء بعض سكان العشوائيات حول تطويرها و تجربة الانتقال إلى مناطق حضرية متطورة ..
قال أحمد علي (38 عامًا)، أحد سكان حي الأسمرات، كنت أعيش في منزل صغير في منشأة ناصر يفتقر إلى المياه النظيفة والكهرباء بشكل منتظم ، بعد الانتقال إلى حي الأسمرات، شعرت بأن حياتنا تغيرت،الشقة الجديدة واسعة ونظيفة، و أولادي يذهبون إلى مدرسة قريبة و متطورة بجانب الملاعب التي تقع بجوار المنزل .
وعبر مصطفى عبد الفتاح (42 عامًا)، عن ارتياحه الكبير بعد انتقاله من منشية ناصر إلى حي الأسمرات، حيث قال: الحياة هنا أفضل بكثير، كنا نعيش في ظروف صعبة وسط العشوائيات، لكن الآن لدينا شقة نظيفة بها مياه وكهرباء وغاز طبيعي، والأهم أن المكان آمن لأولادي.
وأكدت فاطمة علي (35 عامًا – ربة منزل) أن حي الأسمرات وفر لها بيئة معيشية أفضل، خاصة فيما يتعلق بتوافر المدارس والخدمات الطبية، وقالت: كنت أعاني من صعوبة إرسال أولادي إلى المدارس بسبب بُعدها، لكن الآن لدينا مدارس قريبة، والمركز الصحي هنا يقدم خدمات جيدة.
وأشاد محمود جمال (27 عامًا – موظف بشركة خاصة) بتطوير المرافق والخدمات، لكنه أشار إلى الحاجة إلى مزيد من وسائل النقل، حيث قال: المكان ممتاز، وهناك مراكز شباب وملاعب، لافتاً، إلى أن نحتاج إلى وسائل مواصلات أكثر للربط بين الحي و باقي مناطق القاهرة.
تعكس آراء المواطنين حقيقة أن التطوير ليس مجرد بناء وحدات سكنية، بل هو عملية شاملة تستدعي تضافر الجهود لتحقيق أفضل النتائج، تحولت العشوائيات من رمز للمعاناة والتهميش إلى نموذج للتغيير والتطوير.