أخبار

خالد الجندي يوضح الفرق بين المعجزة والكرامة والخوارق

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن المعجزات هي أمور خارقة للعادة يمنحها الله للأنبياء كدليل على صدق رسالتهم، بينما الكرامات هي هبات إلهية يمنحها الله للأولياء والصالحين.
وأوضح أن الفرق الجوهري بينهما يكمن في أن المعجزة لا يستطيع النبي تكرارها إلا بإذن الله، بينما الكرامة تحدث وفق مشيئة الله دون أن يتمكن الولي من التحكم فيها.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة “DMC”، حيث تناول الشيخ خالد الجندي قضية الخوارق التي تحدث في حياة البشر، موضحًا أنواعها، والفرق بينها من منظور العقيدة الإسلامية.

أربعة أنواع من الخوارق.. لكل منها دلالة

أشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الإسلام يميز بين أربعة أنواع من الظواهر الخارقة التي قد يواجهها الإنسان، وهي: المعجزة، الكرامة، الخارقة، والفاضحة، حيث يتم تحديد نوع الظاهرة وفقًا لمصدرها والغرض من حدوثها.

المعجزة.. تأكيد النبوة وخرق قوانين الطبيعة

أوضح الجندي أن المعجزة هي حدث خارق للعادة يجريه الله على يد أحد أنبيائه كدليل قاطع على صدق نبوته.
وتأتي المعجزة لتكون تحديًا لقوانين الطبيعة، بحيث لا يستطيع أحد تقليدها أو الإتيان بمثلها.

ومن أمثلتها معجزة انشقاق البحر لسيدنا موسى، وإحياء الموتى لسيدنا عيسى، وانشقاق القمر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وأكد أن المعجزة لا تتكرر بإرادة النبي، بل تحدث بإرادة الله فقط.

الكرامة.. هبة إلهية للأولياء والصالحين

أما الكرامة، فهي أيضًا أمر خارق للعادة، لكنه لا يحدث للأنبياء بل يُجرى على يد ولي من أولياء الله الصالحين، كإكرام له ولتقوية إيمانه.
ومع ذلك، فإن الولي لا يستطيع التحكم في الكرامة أو تكرارها متى شاء، بل تحدث بمشيئة الله وحده.
ولفت الشيخ الجندي إلى أن بعض الصالحين اشتهروا بكرامات مثل معرفة أمور غيبية أو إنقاذ أناس في ظروف معجزة، لكن دون أن تكون هذه الكرامات وسيلة لادعاء النبوة.

الخارقة.. خداع الشيطان وأتباعه

أوضح الشيخ خالد الجندي أن هناك نوعًا آخر من الظواهر الخارقة يُطلق عليه اسم الخارقة، وهي أعمال غير طبيعية لكنها لا تأتي من الله، بل تحدث عن طريق الشيطان وأتباعه.
وأشار إلى أن هذه الأعمال غالبًا ما تكون مجرد خداع أو تلبيس يستخدمه المشعوذون والسحرة، فيوهمون الناس بأن لديهم قدرات خارقة، بينما هم يعتمدون على الحيل والسحر.

وأشار إلى مثال قرآني واضح على هذا النوع من الخوارق، وهو ما فعله سحرة فرعون، الذين ألقوا حبالهم وعصيهم فبدا للناس أنها تتحرك كالأفاعي، لكن الحقيقة أنها كانت مجرد خدعة بصرية، قبل أن يبطلها الله بمعجزة عصا سيدنا موسى عليه السلام.

الفاضحة.. تكشف زيف المدّعين

أما النوع الأخير من الخوارق فهو ما يُعرف بـ الفاضحة، وهي أحداث خارقة للعادة تحدث على يد أشخاص يدّعون النبوة أو يقدمون أنفسهم كأولياء مزيفين، ولكن بدلًا من أن تكون دليلًا على صدقهم، فإنها تكون سببًا في فضحهم وكشف حقيقتهم.

وضرب الشيخ الجندي مثالًا بذلك بقصة مسيلمة الكذاب، الذي حاول ادعاء النبوة ومنافسة معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد قيل إنه حاول شفاء رجل كان أعمى في إحدى عينيه، فمسح عليها بيده، لكن بدلًا من أن تُشفى، فقد الرجل بصره تمامًا، ليكون ذلك سببًا في افتضاح أمره أمام الناس.

المعجزات بين الإيمان والخرافة

وأكد الشيخ خالد الجندي أن الاعتقاد في المعجزات والكرامات يجب أن يكون وفق الضوابط الشرعية، فلا يجوز أن يقع المسلم في فخ الخرافات والأساطير التي يروج لها البعض لاستغلال الناس. وأشار إلى ضرورة التفريق بين المعجزة والكرامة من جهة، وبين الخداع والشعوذة من جهة أخرى.

اختتم حديثه بأن الإيمان بالمعجزات والكرامات لا يعني تصديق كل ما يُقال، بل يجب أن يكون الإنسان واعيًا ومدركًا للفرق بين ما هو إلهي وما هو من قبيل الاحتيال والخداع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى