أكد الدكتور عبد الوهاب لطفي، أستاذ المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، أن أمراض المناعة الذاتية تمثل مجموعة واسعة من الاضطرابات التي يحدث فيها خلل وظيفي في جهاز المناعة، مما يجعله يهاجم أنسجة الجسم السليمة بدلاً من حماية الجسم من العدوى.
وأوضح أن هذه الفئة من الأمراض تشمل أكثر من مئة نوع مختلف، وتتفاوت في شدتها وأعراضها وتأثيرها على الأعضاء المختلفة.
تصنيف أمراض المناعة الذاتية
خلال لقائه في برنامج البيت، المذاع على قناة الناس، مع الإعلامية مروة شتلة، أوضح الدكتور لطفي أن أمراض المناعة الذاتية تنقسم إلى عدة أنواع رئيسية، أبرزها:
1. أمراض نقص المناعة: وتشمل نقص المناعة الخلقي الذي يولد به الشخص، والمكتسب الذي يحدث نتيجة لعوامل بيئية أو مرضية.
2. الأمراض المناعية الذاتية: حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الجسم المختلفة مثل المفاصل، الجلد، أو الأعضاء الداخلية.
3. أمراض الحساسية: والتي تنجم عن فرط استجابة الجهاز المناعي لمؤثرات خارجية مثل الغبار، الأطعمة، أو الأدوية.
أعراض تنذر بوجود أمراض مناعية
أوضح الدكتور لطفي أن أعراض أمراض المناعة الذاتية تختلف حسب نوع المرض والعضو المستهدف، إلا أن هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه لها، خاصة إذا ظهرت في أكثر من مكان بالجسم. ومن أبرز هذه الأعراض:
الصداع المزمن: قد يكون إشارة إلى مرض مناعي يؤثر على الجهاز العصبي.
تورم تحت الإبط أو تضخم الغدد الليمفاوية: قد يشير إلى اضطراب مناعي ذاتي.
آلام المفاصل المتكررة المصحوبة بسخونة: من العلامات الشائعة في أمراض مثل الروماتويد والتهاب المفاصل المناعي.
الحمى المستمرة أو المتكررة دون سبب واضح: قد تكون مؤشراً على التهاب مزمن بسبب مرض مناعي.
التنميل أو الشعور بالوخز في الأطراف: قد يدل على التصلب المتعدد أو التهابات الأعصاب المناعية.
الطفح الجلدي المفاجئ أو المستمر: من العلامات التي قد ترتبط بالذئبة الحمراء أو غيرها من أمراض المناعة الجلدية.
أبرز الأمراض المناعية الذاتية وتأثيرها على الجسم
أشار الدكتور لطفي إلى أن هناك العديد من الأمراض المناعية الذاتية الشائعة، والتي يمكن أن تؤثر على أعضاء مختلفة من الجسم، ومنها:
الذئبة الحمراء: تصيب الجلد والمفاصل وقد تؤثر على القلب والكلى.
التصلب الفقاري: يسبب آلامًا مزمنة في العمود الفقري والمفاصل.
الروماتويد المفصلي: يهاجم المفاصل ويسبب التهابًا مزمنًا قد يؤدي إلى التشوهات.
الأنيميا المناعية: تسبب نقصًا حادًا في خلايا الدم الحمراء نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لها.
الارتكاريا المناعية: تتمثل في حساسية جلدية مزمنة مصحوبة بتورم وحكة شديدة.
التهاب الأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء الحيوية مثل الكلى والقلب.
أهمية التشخيص المبكر والمتابعة الطبية
شدد الدكتور عبد الوهاب لطفي على أهمية متابعة الأعراض غير المبررة مع الأطباء المختصين، مؤكدًا أن التشخيص المبكر لأمراض المناعة الذاتية يساعد في تقليل المضاعفات والتحكم في الأعراض قبل أن تتفاقم.
كما أوصى بضرورة التوجه إلى طبيب متخصص فور ظهور أعراض متكررة أو غير مفهومة، خاصة إذا كانت تشمل عدة أجزاء من الجسم في الوقت نفسه.
اختتم حديثه بالتأكيد على أن التطورات الحديثة في مجال المناعة والعلاج البيولوجي ساهمت بشكل كبير في تحسين حياة المرضى، موصيًا باتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة والالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الأطباء للحد من تأثير هذه الأمراض على الحياة اليومية.
