حوادث

صرخة مكتومة لكن سمعها الملايين.. حكاية هاني عبدالقادر ألقى بنفسه في النيل وترك رسالة محيرة

لم يكن أحد يتخيل أن الظلم قد يعزف لحنًا أخيرًا في حياة أحد موظفيها، هاني عبد القادر، الرجل الذي عرفه زملاؤه بالهدوء والاحترام، قرر أن يضع حدًا لكل شيء، تاركًا خلفه رسالة صادمة، حملت وجعًا مكتومًا لم يسمعه أحد.

“ستراني في مرضك وضعفك وفشلك.. ستراني في عقوق أبنائك.. ستراني في غدر من حولك.. ستراني في هجر أصحابك…”، بهذه العبارات القاسية، التي تعكس ألمًا لا يحتمل، أراد أن يوصل صوته لمن ظلمه، طوى الرسالة، ووضعها في جيبه، وخرج في صمت.

على ضفاف النيل، وقف هاني للحظات، متأملًا المياه التي امتدت أمامه كأنها تعِده بالراحة التي لم يجدها في حياته، لم يكن هناك أحد ليوقفه أو ليسأله عن سبب وجوده هناك، بلحظة هادئة، وبخطوات ثابتة، قفز إلى المجهول، تاركًا وراءه كل شيء.

لم تمر ساعات حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم، زميلته المطربة إيناس عز الدين كانت من أوائل من أعلنوا عن الواقعة، وكتبت عبر حسابها على فيسبوك: “زميل لينا في الأوبرا، رجل محترم وعلى خلق، انتحر بعد تعرضه لظلم كبير.. ترك رسالة تهز القلوب”.

تعاطف الآلاف مع كلماته، ورأوا في قصته صورة لمعاناة صامتة يعيشها كثيرون، لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تفاقمت المأساة حين تلقى أحد زملائه الخبر، فلم يحتمل الصدمة وسقط ميتًا في الحال.

بعد انتشار القصة، تصاعدت الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن البيئة التي دفعت هاني لاتخاذ قراره المأساوي، وطالبت إيناس عز الدين وزارة الثقافة بفتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات الحادثة، ومعالجة بيئات العمل التي تعاني من الضغوط والظروف غير العادلة.

وفقًا لشهادات مقربين منه، كان هاني يواجه ضغوطًا شديدة، سواء في عمله أو في وضعه الاقتصادي، مما زاد من معاناته النفسية، وعلى الرغم من كونه شخصًا محبوبًا، إلا أن الخلافات والضغوط التي تعرض لها مؤخرًا جعلته يشعر بأنه محاصر، بلا مخرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights