الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. “وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ”

في إطار جهودها المستمرة لتعزيز القيم الأخلاقية والتوعية الدينية، أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة القادمة سيكون بعنوان “وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ”، مستندة إلى الآية الكريمة من سورة الأنعام، والتي تحث على اجتناب جميع صور الإثم، سواء الظاهرة أو الباطنة.
الخطبة الأولى: التحذير من الكِبْر وآثاره السلبية
تسلط الخطبة الضوء على مفهوم الإثم الباطن، والذي يتمثل في الكِبْر والتعالي على الخلق، مؤكدة أنه من أخطر الآفات التي تصيب الإنسان، حيث كان الكِبْر سببًا في طرد إبليس من رحمة الله عندما استكبر عن السجود لآدم عليه السلام. وأشارت الوزارة إلى أن الكِبْر ليس مجرد شعور داخلي، بل يتحول إلى سلوكيات تهدد ترابط المجتمع، مثل احتقار الآخرين والتعامل معهم بعنجهية وتعالٍ.
وتحذر الخطبة من أن التدين الظاهري المفرغ من التواضع والرحمة قد يؤدي بصاحبه إلى الغرور والعجب بالنفس، وهو ما يجعل الفرد يقع في فخ تصنيف الناس وفقًا لهواه، فيرى نفسه وأتباعه فقط على الحق، بينما يصف الآخرين بالضلال. وهذا الفكر المتعالي يؤدي إلى الانغلاق الفكري والتشدد الذي قد ينحرف بأصحابه نحو العنف والتطرف.
الخطبة الثانية: رفض العنف ضد المرأة وتعزيز احترامها
أما في الخطبة الثانية، فتوجه وزارة الأوقاف رسائل قوية حول حماية المرأة من العنف بجميع أشكاله، مشيرة إلى أن الإسلام كرم المرأة ومنحها مكانة عظيمة. وتؤكد الخطبة أن مفهوم “القوامة” في الإسلام ليس تسلطًا أو قهرًا للمرأة، وإنما تكليفًا بحمايتها ورعايتها بالمعروف، كما جاء في قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
وتحذر الخطبة من مظاهر العنف الأسري والتحرش والتنمر ضد المرأة، مشددة على ضرورة إبلاغ الجهات المختصة عند التعرض لأي انتهاك لضمان تحقيق العدل وصيانة كرامة المجتمع.
رسالة الأوقاف: التواضع والرحمة أساس المجتمع السليم
تدعو وزارة الأوقاف، من خلال هذه الخطبة، إلى تحقيق الاتزان بين التدين الحق والأخلاق الفاضلة، بعيدًا عن الغلو والتشدد، وتحث على التواضع والرفق في التعامل مع الناس، اقتداءً بالنبي الكريم ﷺ، الذي كان مثالًا في حسن الخلق والرحمة.
تأتي هذه الخطبة في إطار رؤية الوزارة لنشر الوعي الديني الصحيح، ومواجهة الفكر المتشدد، وتعزيز السلوك الإيجابي في المجتمع، بما يسهم في بناء بيئة قائمة على المحبة والتسامح والتعاون.