أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة يتطلب تغطية جميع أجزاء بدنها، باستثناء الوجه والكفين، وذلك استنادًا إلى ما ورد في الأحاديث النبوية والتفسير الشرعي للآيات القرآنية المتعلقة بالحجاب.
جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج “مع الناس”، المذاع على فضائية “الناس”، حيث أوضح الضوابط الشرعية للحجاب وموقف الدين الإسلامي من كشف جزء من الشعر أو الرقبة.
كشف الشعر والرقبة.. بين الفتوى والجزاء الأخروي
أشار الدكتور الورداني إلى أن كشف المرأة لجزء من شعرها أو رقبتها يُعد نقصًا في الحجاب الشرعي، لكنه شدد على أن مسألة الإثم والثواب أمر مردّه إلى الله وحده، وليس للبشر الحق في التصرف كحراس للحسنات والسيئات.
وعبّر عن استنكاره لظاهرة التسرع في الحكم على الآخرين، مشيرًا إلى أن البعض يتعامل مع المسائل الدينية وكأنهم يملكون سلطة منح الحسنات أو توقيع العقوبات، مؤكدًا أن مثل هذه التصرفات لا تمت إلى جوهر الدين بصلة.
الحجاب.. حماية للكرامة أم مجرد مظهر خارجي؟
وأوضح أمين الفتوى أن الحجاب ليس مجرد وسيلة لمنع الفتنة، كما يعتقد البعض، بل هو وسيلة لحفظ كرامة المرأة وصونها، تمامًا كما أن للرجل عورة يجب سترها.
وأضاف أن الالتزام بالحجاب يعكس احترام القيم الدينية والإنسانية، وأنه لا ينبغي التعامل معه كمجرد مظهر شكلي، بل هو جزء من الهوية الإسلامية التي تسهم في بناء مجتمع أخلاقي يحترم القيم الدينية.
دعوة إلى الالتزام بالحجاب وعدم التهاون في الضوابط الشرعية
وجه الدكتور الورداني دعوة إلى الفتيات بضرورة الالتزام بالحجاب وفقًا لما أراده الله، وعدم التأثر بالآراء التي تقلل من أهميته أو تحاول تقديمه على أنه مجرد اختيار شخصي بحت.
وأكد أن كشف جزء من الشعر أو الرقبة ليس أمرًا عاديًا من الناحية الشرعية، بل هو مخالفة واضحة للضوابط الإسلامية التي يجب الالتزام بها.
واختتم الورداني حديثه بتأكيده على أن القضايا الدينية يجب أن تُناقش بروح التوعية لا بروح الإدانة، وأن الغاية من الالتزام بالشريعة ليست التقييد بقدر ما هي الحفاظ على القيم الأخلاقية والهوية الإسلامية للمجتمع.
