أخبار

أمين الفتوى: التهجير القسري اغتيال معنوي وفقدان للهوية

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية تُقر بحق الإنسان في العيش داخل وطنه بأمان وسلام، موضحًا أن الاستقرار في الوطن ليس مجرد حق اجتماعي، بل هو ضرورة شرعية تكفل للإنسان حياة كريمة وآمنة.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة “الناس”، حيث استشهد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من بات آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها”، مشيرًا إلى أن توفر الأمن والاستقرار في حياة الإنسان يُعد من أساسيات العيش الكريم، وأن فقدان هذا الأمن من خلال التهجير القسري يمثل انتهاكًا خطيرًا للحقوق الإنسانية.

التهجير القسري.. معاناة نفسية واغتيال للهوية

سلط الدكتور الورداني الضوء على خطورة تهجير الإنسان من وطنه، مؤكدًا أن القرآن الكريم عبر عن هذا الفعل باعتباره جريمة لا تقل خطورة عن القتل، إذ قال الله تعالى في محكم آياته: “ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلٌ منهم”، موضحًا أن إخراج الإنسان قسرًا من أرضه بمثابة “اغتيال معنوي”، حيث يجعله يشعر بفقدان هويته ووجوده.

وأشار إلى أن الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو جزء لا يتجزأ من هوية الإنسان وتكوينه النفسي والاجتماعي، وأن اقتلاع الفرد من جذوره يجعله يواجه تحديات نفسية عميقة، تتعلق بالبحث عن الانتماء وإعادة بناء الذات في بيئة جديدة قد لا توفر له نفس الحماية والارتباط الوجداني.

الهوية الإنسانية والمجتمعية.. تأثير الوطن في تكوين الشخصية

تحدث الورداني عن مكونات الهوية الإنسانية، موضحًا أنها تنبع من عدة عناصر، أبرزها الثقافة التي نشأ فيها الإنسان، والبيئة الاجتماعية التي ترعرع فيها، مما يجعل الوطن عنصرًا أساسيًا في تشكيل شخصية الأفراد.
وأضاف أن المجتمع المصري، على سبيل المثال، يتميز بتنوعه واعتداله، وابتعاده عن التشدد والتعصب، مما يجعله جزءًا أساسيًا من هوية كل مصري.

وأكد أن هوية الإنسان تتأثر بالوطن الذي ينتمي إليه، وأن فقدان الوطن لا يعني فقط خسارة الأرض، بل فقدان التاريخ والانتماء والموروث الثقافي والاجتماعي، وهو ما يجعل التهجير تجربة قاسية تتجاوز الأبعاد المادية إلى أبعاد معنوية ونفسية أعمق.

الوطن.. أكثر من مكان للعيش

اختتم الدكتور الورداني حديثه بالتأكيد على أن الوطن ليس مجرد مكان للسكن، بل هو “مركز الإنسان وهويته”، وهو الذي يمنحه الشعور بالانتماء والاستقرار.
وقال: “الإنسان بلا وطن هو بلا هوية”، مشددًا على ضرورة الحفاظ على استقرار الأوطان، والعمل على تعزيز شعور الأفراد بالانتماء، حتى لا يفقدوا جزءًا من كيانهم الروحي والثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights