خالد الجندي: الإيمان بداية الطريق واليقين ذروته

تحدث الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن الفرق بين الإيمان واليقين في العقيدة الإسلامية، موضحًا أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد ذهني، بل هو حالة راسخة في القلب، بينما يمثل اليقين المرحلة الأعلى من الإيمان، حيث يصبح الإنسان متأكدًا تمامًا من صحة معتقداته دون أي شك أو تردد.
جاء ذلك خلال حلقة خاصة من برنامج “حوار الأجيال”، المذاع على قناة “dmc”، حيث استشهد الجندي بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه، مشيرًا إلى أن هذا الطلب لم يكن نابعًا من شك، بل من رغبة في الوصول إلى أعلى درجات اليقين بعد الإيمان.
العزلة الروحية.. وسيلة لتصفية الفكر لا للهروب من المجتمع
تطرق الشيخ خالد الجندي إلى مفهوم العزلة في الإسلام، مؤكدًا أن العزلة ليست دائمًا سلبية، بل يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتصفية الفكر وإعادة تقييم المبادئ، لكنها تختلف عن الانعزال التام عن المجتمع.
وأوضح أن العزلة المفيدة هي التي تهدف إلى تهذيب النفس وتقوية الإيمان، وليست تلك التي تدفع الإنسان إلى الابتعاد الكامل عن الآخرين.
وأضاف أن بعض الأشخاص يخلطون بين العزلة الإيجابية، التي تساعد على التطوير الروحي، والعزلة السلبية، التي قد تؤدي إلى الشعور بالوحدة والانفصال عن الواقع.
التوازن بين العزلة والتكيف مع المجتمع
شدد الجندي على أهمية أن يكون الفرد قادرًا على التكيف مع المجتمع، موضحًا أن الإيمان القوي يمنح الإنسان القدرة على التمييز بين متى يحتاج إلى العزلة للتفكر والتأمل، ومتى يجب عليه الانخراط في الحياة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
وأكد أن الإنسان المؤمن لا ينبغي أن يكون منعزلًا بشكل دائم، بل يجب أن يتفاعل مع بيئته ويؤثر فيها إيجابيًا، معتبرًا أن العزلة يجب أن تكون مرحلة مؤقتة تعيد ترتيب الأفكار وتساعد على تقوية الإيمان، وليست وسيلة للهروب من الواقع.
الإيمان واليقين.. رحلة مستمرة نحو الحقيقة
اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن الإيمان هو الخطوة الأولى في رحلة العقيدة، بينما اليقين هو ذروة هذه الرحلة، حيث يصل الإنسان إلى حالة من الطمأنينة الداخلية التي لا تتزعزع، مشيرًا إلى أن هذه الرحلة تتطلب تأملًا، تدبرًا، وتجارب روحية تعزز من ثقة الإنسان في معتقداته وتعطيه القوة لمواجهة تحديات الحياة بثبات وإيمان راسخ.