بدأ مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عقد الاختبارات التحريرية الخاصة بالترقيات الأدبية لوعاظ وواعظات الأزهر على مستوى مناطق الوعظ في الجمهورية.
الاختبارات، التي تُجرى بمقر كلية أصول الدين بمنطقة الدراسة، تهدف إلى اختيار أفضل الكفاءات العلمية والإدارية لتولي مناصب وظيفية تعزز الأداء الدعوي في هذه المناطق.
وأكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التي تدعو إلى تطوير العمل الدعوي، ورفع كفاءة الكوادر الدعوية، وتصدير العناصر المؤهلة للإشراف على تنفيذ المهام في مختلف المناطق.
وأوضح الجندي أن الاختبارات تستمر لمدة يومين، وتتضمن تقييم المتقدمين لدرجات الترقية المختلفة، بدءاً من درجة واعظ إلى واعظ أول، ثم من واعظ أول إلى موجه، وأخيراً من موجه إلى موجه أول.
ويُشترط في المتقدمين توافر مؤهلات علمية وإدارية تواكب التحديات الراهنة وتتماشى مع متطلبات العمل الدعوي.
تطوير الأداء الدعوي: رؤية الأزهر لمواكبة التحديات
وأشار الجندي إلى أن هذه الاختبارات تأتي ضمن استراتيجية الأزهر الشريف لتطوير الأداء الدعوي بما يتناسب مع المتغيرات المجتمعية الحالية.
وبيّن أن الهدف من هذه الترقية ليس فقط منح مسميات وظيفية جديدة، بل تعزيز منظومة العمل في مناطق الوعظ بأفضل الكفاءات، لضمان تنفيذ الرسالة الدعوية بشكل أكثر تأثيراً وفعالية.
كما شدد على أن الأزهر يسعى إلى اختيار العناصر التي تمتلك فهماً عميقاً لتحديات العمل الدعوي، بما في ذلك التعامل مع القضايا الفكرية المتجددة والمشكلات المجتمعية الملحّة.
المسؤولية الدعوية: إرث الأنبياء والمرسلين
أوضح الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، أن هذه الترقيات الأدبية والتدرج الوظيفي في المجال الدعوي تستهدف تشجيع الوعاظ والواعظات على تحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع.
وأشار الهواري إلى أن العمل الدعوي ليس مجرد وظيفة بل رسالة عظيمة ترتبط بمسؤولية الأنبياء والمرسلين، وهو ما يجعلها من أثقل المسؤوليات التي تقع على عاتق القائمين على هذا المجال.
وأكد الهواري أن التحديات الحالية، سواء الفكرية أو الاجتماعية، تتطلب وعاظاً يمتلكون رؤية متجددة وقدرة على التفاعل مع الجمهور بمختلف فئاته، وهو ما تسعى الاختبارات والترقيات إلى تحقيقه من خلال اختيار الأكفأ.
تعزيز دور الوعاظ: خطوة نحو مستقبل أفضل
في ختام تصريحاته، شدد الهواري على أهمية هذه الاختبارات في تحسين كفاءة العمل الدعوي بمناطق الوعظ على مستوى الجمهورية.
وأكد أن الأزهر مستمر في تقديم الدعم والتأهيل لوعاظه وواعظاته، بما يسهم في تحقيق رسالته الإصلاحية والتوعوية في المجتمع.
وأضاف أن الأزهر، من خلال هذه الخطوات، يعكس التزامه بدوره الريادي في مواجهة التحديات الفكرية والدينية، وتقديم نموذج يُحتذى به في تطوير العمل الدعوي، بما يخدم المجتمع ويساهم في استقراره الفكري والاجتماعي.
