
رفعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، لافتة كبيرة على منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، حملت رسالة قوية ومباشرة.
كُتب على اللافتة عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”، وذلك ردًا على مطالبة إسرائيل بعدم استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة؛ وجاءت العبارة مكتوبة بثلاث لغات: العربية والعبرية والإنجليزية، في إشارة إلى أن الرسالة موجهة ليس فقط للداخل الفلسطيني والإسرائيلي، بل أيضًا للمجتمع الدولي. كما حملت اللافتة صورة للعلم الفلسطيني إلى جانب قبضة يد، رمزًا للقوة والمقاومة.
الرسالة وراء اللافتة
جاء اختيار كتائب القسام لعبارة “نحن اليوم التالي” في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة بعد تصريحات إسرائيلية وأميركية حول مستقبل قطاع غزة وقادة حماس؛ فقد طالبت إسرائيل مؤخرًا بمغادرة قادة حماس قطاع غزة، كشرط لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة؛ كما أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اقتراحات بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية.
من خلال هذه اللافتة، تؤكد كتائب القسام أن حماس والمقاومة ليستا مجرد واقع مؤقت، بل هما جزء لا يتجزأ من المستقبل الفلسطيني. العبارة تحمل أيضًا تهديدًا ضمنيًا بأن أي محاولات لاستبعاد حماس أو تقويض وجودها في غزة ستواجه بمقاومة شرسة.
السياق السياسي
تصاعدت التصريحات الإسرائيلية والأميركية في الأسابيع الأخيرة حول ضرورة إبعاد قادة حماس عن غزة كجزء من أي تسوية مستقبلية؛ ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد خلال محادثاته في واشنطن عزمه الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بشرط تخلي حماس عن السلطة في غزة ومغادرة كبار قادتها إلى الخارج.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن مسؤولين إسرائيليين كبارًا أبدوا استعدادهم لقبول استمرار وجود حماس، ولكن ليس في قطاع غزة. وتمت مناقشة مقترحات عدة، منها النموذج التونسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي يتضمن مغادرة قادة الحركة إلى الخارج.
تسليم الأسرى
في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، شهد موقع تسليم الأسرى انتشارًا مكثفًا لعناصر كتائب القسام، ضمن ترتيبات تسليم الدفعة الخامسة من الأسرى الإسرائيليين، وقد توافد عدد كبير من الفلسطينيين إلى موقع التسليم لمشاهدة مراسم تسليم الأسرى للجنة الدولية للصليب الأحمر، في مشهد يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الشعب الفلسطيني لقضية الأسرى.
وبعد إتمام تسليم الدفعة الخامسة، تكون كتائب القسام قد سلمت 16 أسيرًا إسرائيليًا ضمن صفقة التبادل الحالية، التي تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين. ومن المقرر أن تفرج إسرائيل عن 183 أسيرًا فلسطينيًا من داخل سجونها، بينهم 18 محكومًا بالمؤبد.
تأثير الرسالة
رسالة كتائب القسام عبر اللافتة تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية للفلسطينيين، وإرسال تحذير واضح لإسرائيل والمجتمع الدولي بأن أي محاولات لفرض حلول من طرف واحد ستواجه بمقاومة شديدة. كما تؤكد أن حماس والمقاومة ليستا مجرد ظاهرة عابرة، بل هما جزء من مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.