الجزائر تتحدى فرنسا بحملة “جريمة لا تُنسى”وتصعيد سياسي يلوح في الأفق

أطلقت الجزائر، اليوم الثلاثاء، حملة إعلامية تحت شعار “جريمة لا تُنسى”، تزامنًا مع الذكرى الـ65 للتفجيرات النووية الفرنسية في صحرائها، والتي خلّفت أضرارًا بيئية وصحية كارثية.
وتشمل الحملة، التي تستمر حتى الجمعة المقبل، تنظيم ندوات ونقاشات عبر الإذاعة الحكومية بمشاركة مختصين في القانون الدولي والتاريخ، إضافة إلى برامج خاصة تبثها قنوات التلفزيون العمومي الجزائري، لا سيما قناة “الذاكرة”، بهدف تسليط الضوء على آثار هذه التفجيرات وتحميل فرنسا مسؤولية تطهير المواقع الملوثة بالإشعاعات.
كما تشارك في الحملة تنظيمات ثورية بدعم من وزارة المجاهدين، فيما يستعد المجلس الشعبي الوطني لعقد يوم دراسي يوم الخميس المقبل لمناقشة تداعيات هذه الجرائم الاستعمارية، وسط أنباء عن عودة مشروع تجريم الاستعمار الفرنسي إلى الواجهة، وهو قانون كان قد أُهمل خلال عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أن العمل جارٍ على اتخاذ ترتيبات لهذه الخطوة، مشيرًا إلى أن ذكرى التفجيرات النووية تشكل فرصة مناسبة للإعلان عنها.
ويُذكر أن 13 فبراير 1960 يمثل ذكرى أليمة في تاريخ الجزائر، حيث شهد هذا اليوم أول تجربة نووية فرنسية في الصحراء الجزائرية، تلتها 26 تجربة أخرى خلال ست سنوات، لتصبح فرنسا جزءًا من النادي النووي الدولي على حساب معاناة الجزائريين.
ويأتي هذا التصعيد وسط توتر متزايد بين الجزائر وباريس، تفاقم بعد رفض الجزائر استقبال المؤثر الجزائري بوعلام صنصال، الذي قامت فرنسا بترحيله الأسيوع الماضي، ما أثار استياء باريس التي اعتبرت ذلك محاولة لإذلالها، وفقًا لتصريحات وزير داخليتها.
كما يتزامن التصعيد الجزائري مع أزمة دبلوماسية متنامية، في ظل اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وتعهد باريس بدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، مما زاد من حدة الخلاف بين البلدين.