تقارير-و-تحقيقات

في اليوم العالمي للراديو.. كيف حافظ الراديو على مكانته رغم تطور الإعلام؟

في عالم يضج بالشاشات والمحتوى الرقمي السريع، يظل الراديو شاهداً حياً على تطور الإعلام، ووسيلة لا غنى عنها رغم كل التحولات التكنولوجية، فبصوته العابر للحدود، وسحره الذي لا يعتمد على الصورة، نجح الراديو في أن يكون أكثر من مجرد وسيلة إعلامية، بل أصبح رفيقاً للملايين، يواكبهم في رحلاتهم، يشاركهم لحظاتهم اليومية، وينقل إليهم الأخبار والمعلومات بأسلوب بسيط ومباشر.

وفي 13 فبراير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للراديو، تأكيداً على دوره المحوري في تعزيز الوعي ونقل المعرفة، ورغم زخم الوسائل الحديثة، يثبت الراديو أنه الإعلام الذي لا يموت، بل يتجدد ليبقى الصوت الأقرب إلى الناس.

المسلمانى فى اليوم العالمى للإذاعة : الإذاعة المصرية كانت و ستظل جزءاً لا يتجزأ من حياة المصريين

وجه الكاتب أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، التهنئة للإذاعة المصرية، ولكافة الإعلاميين بمناسبة اليوم العالمى للإذاعة، الذى أعلنته منظمة اليونسكو في عام 2011 واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، كيوم دولي للأمم المتحدة، و أصبح يوم 13 فبراير اليوم العالمي للإذاعة.

وأكد المسلماني أن الإذاعة المصرية كانت و ستظل جزءاً لا يتجزأ من حياة المصريين عبر أجيال متعاقبة بدأت بصوت المذيع أحمد سالم وجملته الشهيرة “هنا القاهرة” عبر موجات الراديو في الساعة الــ6:45 دقيقة من مساء يوم السبت 31 مايو عام 1934، والتي سبقها تلاوة قرآنية بصوت الشيخ محمد رفعت، وشهدت الدقائق الأولى من البث أيضاً أغنيات لفنانين كبار أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وصالح عبد الحي، حيث لعبت الإذاعة المصرية دوراً كبيراً فى تشكيل وعى ووجدان مستمعي ومحبي الراديو في مصر، والعالم العربى وإفريقيا، كأهم و أبرز روافد القوى الناعمة للدولة المصرية .

وفي هذا السياق، ثمن النائب الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، الدور البارز الذي تلعبه الإذاعة المصرية في نشر الوعي بين المواطنين، مشيراً إلى أن الراديو لا يزال الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشاراً وقدرة على الوصول إلى مختلف الفئات في جميع أنحاء العالم.

الراديو في مصر.. تاريخ من التأثير والتطور

بدأت الإذاعة المصرية مسيرتها عام 1934م، عندما انطلقت أول إذاعة رسمية في مصر بالتعاون مع شركة “ماركوني” البريطانية، قبل أن تصبح تحت الإدارة المصرية بالكامل عام 1947م، ومنذ ذلك الحين، لعبت الإذاعة دوراً رئيسيًا في تشكيل وعي المصريين، حيث كانت الوسيلة الأساسية لنقل الأخبار، والثقافة، والفن، وأصبحت صوت الوطن الذي يجمع المصريين في الأوقات الحاسمة.

محطات مهمة في تاريخ الإذاعة المصرية

وشهدت الإذاعة المصرية محطات مهمة في تاريخها، من إذاعة بيان ثورة 23 يوليو 1952م، إلى تغطية الأحداث الوطنية الكبرى، فضلاً عن تقديمها كنزاً من البرامج الثقافية والدينية والترفيهية، التي شكلت وجدان المستمع المصري، ومع تطور التكنولوجيا، لم تتراجع مكانة الراديو، بل استطاع أن يواكب العصر من خلال البث الرقمي والإذاعات الإلكترونية، ليظل محافظاً على دوره رغم التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي.

مميزات لا تزال تجذب الملايين

وأوضح نقيب الإعلاميين، إلى إن الراديو يمتلك  العديد من المميزات، التي تجعله أحد أكثر وسائل الإعلام تأثيراً وصموداً أمام التطورات التكنولوجية، فهو وسيلة إعلامية مجانية لا تحتاج إلى اشتراكات أو إنترنت، مما يجعله في متناول الجميع، خاصة في المناطق الريفية والنائية، كما يتميز بسهولة الاستخدام، حيث يمكن الاستماع إليه أثناء العمل، أو القيادة، أو حتى خلال أداء الأنشطة اليومية دون الحاجة إلى التركيز البصري، مما يمنحه ميزة تنافسية مقارنة بالوسائل المرئية.

إضافةً إلى ذلك، يتمتع الراديو بسرعة نقل الأخبار العاجلة والأحداث المباشرة، حيث يعد من أسرع الوسائل الإعلامية في تغطية التطورات لحظة بلحظة، كما أن البرامج الإذاعية الحوارية توفر منصة للتفاعل المباشر مع المستمعين، مما يخلق جسراً قوياً بين الإعلام والجمهور، ويعزز الشعور بالمشاركة والانتماء.

جمهور متنوع وولاء مستمر

ويظل جمهور الراديو متنوعاً، يضم مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، حيث يجد فيه كل مستمع ما يلبي اهتماماته، سواء الأخبار، أو التحليلات السياسية، أو البرامج الثقافية، أو الترفيهية، فالراديو ليس مجرد وسيلة إعلامية، بل هو رفيق يومي يمنح مستمعيه صوتاً مألوفاً وأجواءً حميمية، تبث الدفء في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا.

الراديو.. الإعلام الذي لا يموت

وفي ظل التحديات التي تواجه وسائل الإعلام، يبقى الراديو شاهداً على قدرة الإعلام التقليدي على التطور والتأقلم، فهو لا يقتصر على كونه أداة لنقل الأخبار، بل يمثل جزءا أصيلاً من الذاكرة الجماعية، ونافذة تفتح آفاقاً جديدة للتواصل والمعرفة.

ومع استمراره في الاستفادة من التطورات الرقمية، يثبت الراديو أن الصوت الصادق لا يغيب، بل يظل حاضراً في كل العصور، يروي الحكايات، وينقل الحقيقة، ويبقى رفيقاً لا يستغني عنه ملايين المستمعين حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى