منوعات

بن الشيخ علي.. حكاية عشق القهوة في منيا القمح منذ 1960

في قلب مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، تفوح رائحة القهوة الأصيلة من محلات تحمل اسمًا محفورًا في ذاكرة كل عشاق البن.. إنه “بن الشيخ علي”، الذي بدأ رحلته من عام 1960 على يد الجد الشيخ علي الأكبر. حكاية عمرها عقود من الزمن، تجسد عشقًا لا ينتهي لحبات البن، وارتباطًا بمزاج الزمن الجميل الذي أسر قلوب عشاق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

البداية: عشق المهنة وتميز الطعم:

بدأت الحكاية عندما وقع الشيخ علي الأكبر في غرام صناعة البن، ليصبح من أقدم صناع القهوة في منيا القمح. تميز في تحميص أفخم أنواع البن السادة والمحوج، حتى ذاع صيته بين أصحاب المزاج الرفيع، ليصبح اسمًا يتردد في كل مجلس يضم عشاق القهوة.

لم يكن الأمر مجرد مهنة للشيخ علي، بل عشقٌ وحبٌ تذوقه كل من ارتشف من قهوته. ولأن الشغف بالمهنة لا يموت، انتقلت شعلة الحب إلى ابنه الأصغر عبد القادر، الذي تربى بين رائحة القهوة وأسرار التحميص، ليصبح وريثًا لأدق تفاصيل المهنة.

تطوير المهنة: من اليدوية إلى العصرية:

لم يكتفِ عبد القادر بمواصلة مسيرة والده، بل أضاف لمسته الخاصة؛ حيث أدخل التكنولوجيا إلى عالم البن، محولًا ماكينة الطحن اليدوية إلى أخرى كهربائية، ليجمع بين عبق الماضي وحداثة الحاضر. أصبحت قهوته مزيجًا من الأصالة والتطور، محافظًا على مذاق الجد ومضيفًا إليه لمسة من العصرية.

الجيل الثالث: الترند وصناعة المستقبل:

بعد وفاة الشيخ عبد القادر، حمل أبناؤه الراية وأكملوا المسيرة. علي عبد القادر الابن الأصغر، وحمادة عبد القادر الابن الأكبر، كانا على قدر المسؤولية. لم يقفا عند حدود ما تعلموه من الأجداد، بل قاما بتطوير المهنة بكل التفاصيل، وأبدعا في تقديم أصناف متعددة من البن؛ من الغامق إلى الفاتح، ومن السادة إلى المحوج، وصولًا إلى النكهات المبتكرة مثل البندق.

بفضل إصرارهما على التميز، لم يصبحا فقط من أشهر صناع البن في منيا القمح، بل اكتسحا ترند الشرقية، وأصبح اسم “بن الشيخ علي” يتردد في كل مكان. لم يتوقف النجاح عند المدينة، بل تألقا في بازرار بلازما مول، حيث قدما تجربة قهوة فريدة ومذاقًا لا يُنسى، ليصبحا ملوك ترند البن بامتياز.

سر النجاح: عشق المهنة وروح الابتكار:

سر نجاح “بن الشيخ علي” لم يكن مجرد الحفاظ على إرث العائلة، بل كان في روح الابتكار التي أدخلها علي وحمادة. حرصا على تقديم قهوة بجودة عالية، مع تطوير دائم لتلبية أذواق كل الأجيال، ليبقى اسم العائلة مرتبطًا بأفخم أنواع البن.




الخاتمة: عبق الماضي بأيدي المستقبل:

من الجد الشيخ علي الأكبر إلى الأحفاد علي وحمادة، استمرت حكاية “بن الشيخ علي” حاملةً عبق الماضي بلمسة عصرية، لتصبح قصة نجاح تروى في كل بيت. إنها حكاية عشق للقهوة، وإرثٌ عائلي تفوح منه رائحة الأصالة والتميز، لتظل منيا القمح تفخر بهذا الاسم العريق، ويظل “بن الشيخ علي” عنوانًا للمذاق الأصيل والابتكار المستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights