تقدم لكم جريدة وموقع اليوم تغطية خاصة لإطلاق المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برنامجه الجديد “شموس أزهرية في سماء العالم”، وذلك خلال احتفالية مميزة أقيمت في مسجد مصر الكبير. يهدف البرنامج إلى إبراز دور علماء الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي وتعاليم الإسلام السمحة عبر العالم.
كما شهد الحدث تكريمًا خاصًا للشيخ محمد عليش عويضة (رحمه الله)، مفتي تشاد، تقديرًا لجهوده العلمية والدعوية. تابعونا في هذا التقرير للتعرف على تفاصيل الحدث وأهم محاوره.
في خطوة تعكس الدور الريادي للأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي وتعزيز التواصل العلمي والدعوي بين الشعوب الإسلامية، أطلق المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برنامج “شموس أزهرية في سماء العالم”، خلال احتفالية متميزة أقيمت في مسجد مصر الكبير، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين، إلى جانب متابعي البث المباشر من مختلف دول العالم.
برنامج علمي لإحياء تراث الأزهر ورجاله
يهدف هذا البرنامج إلى إبراز دور علماء الأزهر في نشر تعاليم الإسلام السمحة في مختلف أنحاء العالم، وتسليط الضوء على الشخصيات الأزهرية التي أثرت في مسيرة الفكر الإسلامي وعملت على نشر العلوم الدينية بمختلف اللغات والثقافات.
وقد جاء انطلاقه من مسجد مصر الكبير ليعكس عراقة التراث الإسلامي وعمق الارتباط بين مصر والأزهر الشريف وبين العالم الإسلامي.
تكريم خاص للشيخ محمد عليش عويضة.. مفتي تشاد
خلال الحفل، تم تخصيص فقرة لتكريم ذكرى أحد العلماء البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في مجال الإفتاء والدعوة، وهو الشيخ محمد عليش عويضة (رحمه الله)، مفتي تشاد.
فقد كان نموذجًا مشرفًا للعالم الأزهري، حيث أسهم في نشر علوم الشريعة الإسلامية في إفريقيا، وعمل على تعزيز الفهم الصحيح للدين الإسلامي، مما جعله شخصية علمية بارزة يُحتذى بها.
وتناول الحاضرون في كلماتهم سيرة الشيخ الراحل، مشيدين بجهوده الكبيرة في خدمة العلم الشرعي، حيث كان أحد أعلام الأزهر الذين حملوا رسالته إلى قلب القارة الإفريقية، فكان رمزًا للاعتدال والوسطية، وعمل على توثيق الروابط العلمية بين مصر وتشاد وسائر الدول الإفريقية.
رسالة الأزهر تتواصل عبر الأجيال
يأتي هذا البرنامج ضمن استراتيجية الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لنشر الفكر الوسطي وتقديم نماذج مشرقة من العلماء الذين حملوا مشاعل العلم والتنوير إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي. كما يعكس اهتمام مصر بتوثيق علاقاتها الثقافية والعلمية مع الدول الشقيقة، استنادًا إلى الإرث العريق الذي يحمله الأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام.
وأكد المشاركون في الفعالية أن برنامج “شموس أزهرية في سماء العالم” سيتضمن حلقات متتابعة تسلط الضوء على شخصيات علمية بارزة من خريجي الأزهر، ممن ساهموا في نشر العلوم الإسلامية في شتى بقاع الأرض، مع التركيز على جهودهم في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.
الأزهر.. منارة العلم والفكر الوسطي
من جانبه، أكد المسؤولون عن البرنامج أن الأزهر الشريف، من خلال هذا المشروع، يسعى إلى تعزيز وعي الأجيال الحالية بأهمية العلماء الأزهريين الذين شكلوا ملامح الفكر الإسلامي الوسطي في مختلف العصور، وأن هذا العمل يأتي ضمن الجهود الرامية إلى إبراز القيم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى المحبة والسلام ونبذ العنف والتطرف.
أوضحت الفعالية بتأكيد المشاركين على ضرورة دعم مثل هذه المبادرات العلمية والتاريخية التي تبرز دور الأزهر ورجاله في نشر العلم والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، مشددين على أهمية الاستفادة من تراث العلماء الأزهريين في تعزيز الوحدة الإسلامية ونشر قيم الاعتدال في المجتمعات المختلفة.
ختامًا.. رسالة متجددة للأمة الإسلامية
يعكس إطلاق برنامج “شموس أزهرية في سماء العالم” التزام الأزهر الشريف برسالته العلمية والدعوية، وهو تأكيد على الدور المحوري لمؤسساته الدينية في بناء الجسور الثقافية والعلمية بين الشعوب الإسلامية، واستمرارًا لمسيرة العطاء العلمي التي بدأت منذ أكثر من ألف عام.
