مفتي الجمهورية: الأخلاق هي الثمرة الحقيقية للعقيدة والسلوك القويم

استقبلت جامعة مدينة السادات، برئاسة الأستاذة الدكتورة شادن معاوية، فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لإلقاء ندوة ثقافية بعنوان: “الارتباط بين العقيدة والسلوك” بحضور نخبة من قيادات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، في إطار التنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات بشأن تجديد الخطاب الديني وتعزيز الوعي لدى الشباب.
شهدت الندوة حضور الدكتور خميس محمد خميس، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور خالد جعفر، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذ الدكتور عماد نوح، أمين عام الجامعة، إلى جانب عدد من عمداء الكليات، والوكلاء، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الجامعة.
كما حضر القمص بيسنتي حليم يوسف، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة السادات، والقس مارتيروس جرجس، كاهن بكنيسة السيدة العذراء مريم، في مشهد يعكس روح التآخي بين أبناء الوطن.
المفتي: الرسالات السماوية جمعت بين العقيدة والسلوك
استهل فضيلة المفتي كلمته بالترحيب بالحضور، مهنئًا الأمة الإسلامية بقرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا الله أن يعيده بالخير واليمن والبركات.
كما أعرب عن امتنانه للدعوة الكريمة من الجامعة، مشيدًا بجهودها في تعزيز الفكر المستنير ونشر الوعي بين الشباب.
أكد فضيلته أن الرسالات السماوية لم تقتصر على الدعوة إلى الإيمان المجرد، بل امتدت إلى ترجمة هذا الإيمان إلى سلوك عملي في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن العقيدة الصحيحة لا تكتمل إلا إذا انعكست في تصرفات الفرد اليومية.
وأضاف أن جميع الأنبياء جاؤوا بدعوة واحدة، وهي عبادة الله الواحد الأحد، المستحق لصفات الكمال، موضحًا أن الشرائع السماوية اختلفت في آليات التطبيق، لكنها اتفقت جميعها على الهدف الأسمى، وهو تحقيق الصلاح في الأرض والتقرب إلى الله.
أهمية الأخلاق في استقرار المجتمعات
شدد فضيلة المفتي على أن الأخلاق هي الثمرة الحقيقية للجمع بين العقيدة الصحيحة والسلوك القويم، مؤكدًا أنها تمثل الانعكاس العملي للإيمان في حياة الإنسان.
وأوضح أن المجتمعات لا يمكن أن تستقر إلا إذا كانت الأخلاق فيها مستمدة من القيم الدينية، حيث تشكل الأساس الذي يُبنى عليه التعايش السلمي والتعاون بين أفراد المجتمع.
كما حذّر فضيلته من خطورة الفصل بين الدين والواقع، واصفًا ذلك بـ”الآفة الخطيرة” التي أدت إلى انتشار الرذيلة وغياب قيمة المراقبة لله، مما جعل البعض يبحث عن وسائل غير مشروعة لإشباع رغباته، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي والانفتاح الرقمي.
وأكد أن الأزمة الأخلاقية التي يعاني منها العالم اليوم هي نتيجة مباشرة لضعف الارتباط بين العقيدة والسلوك.
الدين والقيم الروحية في مواجهة الطغيان المادي
تطرق المفتي إلى التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن طغيان الجانب المادي على القيم الروحية هو أحد الأسباب الرئيسية لشقاء العالم اليوم.
وأوضح أن المجتمعات التي تفصل الدين عن حياتها اليومية تعاني من الأزمات الأخلاقية والاجتماعية، داعيًا الشباب إلى الاهتمام بترسيخ القيم الدينية في سلوكهم اليومي.
وفي حديثه للطلاب، قال فضيلته: “أنتم أمل الغد، وعليكم مسؤولية الحفاظ على توازن المجتمع من خلال الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والدينية، لأن الاعتدال في العقيدة والسلوك هو السبيل إلى الاستقرار والنجاح”.
تكريم المفتي وتأكيد دور الأزهر في نشر الوعي
من جانبها، أعربت الأستاذة الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، عن سعادتها بحضور فضيلة مفتي الجمهورية، مؤكدةً أن وجوده يُعد وسام شرف للجامعة، لما يمثله من قيمة علمية ودينية كبيرة.
كما رحبت بجميع الحاضرين، مشددةً على أهمية العلم في نهضة المجتمعات، ومستشهدة بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “إن العلماء ورثة الأنبياء”.
وأشادت بدور الأزهر الشريف في نشر الوعي الديني والثقافي بين الشباب، مؤكدةً أن الأزهر يمثل صمام الأمان للأمة الإسلامية في مواجهة الأفكار المتطرفة. كما تقدمت بتهنئة فضيلة المفتي بقرب حلول شهر رمضان المبارك، داعية الله أن يوفق القيادة السياسية، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما فيه الخير للوطن.