أخبار

ملتقى الأزهر للخط العربي.. إبداع فني يعكس جماليات اللغة العربية

 

أكد فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن الأزهر الشريف ليس مجرد منارة للعلوم الشرعية واللغوية، بل يمثل صرحًا حضاريًا يحتضن الفنون الإسلامية الراقية، وعلى رأسها فن الخط العربي، الذي يُجسد الهوية الثقافية والروح الجمالية للغة العربية، لغة القرآن الكريم.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها مساء اليوم في الجامع الأزهر، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى الأزهر السنوي للخط العربي والزخرفة، والذي يقام في الفترة من 16 حتى 25 فبراير الجاري، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف وفناني الخط العربي، حيث يُسلط الضوء على مكانة هذا الفن الإسلامي العريق ودوره في إبراز جماليات اللغة العربية.

جمال الخط العربي يعكس تفرد لغة القرآن الكريم

أشار فضيلة الدكتور عباس شومان إلى أن الخط العربي ليس مجرد علم يُدرس، بل هو موهبة وإبداع يعكس سحر اللغة العربية وتفردها بين لغات العالم، مؤكدًا أن اختيار الله سبحانه وتعالى لهذه اللغة لتكون وعاءً للقرآن الكريم لم يكن عبثًا، بل هو دليل على مكانتها الفريدة وسعة مفرداتها وثراء معانيها.

وأوضح فضيلته أن جماليات الخطوط العربية لا نظير لها في أي لغة أخرى، فهي تجمع بين الأصالة الفنية والقيمة الجمالية، مما يجعلها عنصر جذب وإلهام للفنانين والمبدعين على مدار العصور.

وشدد على أن إتقان فن الخط العربي يحتاج إلى موهبة وحس إبداعي، وليس مجرد دراسة نظرية، داعيًا إلى ضرورة دعم المواهب الشابة المهتمة بهذا المجال، للحفاظ على هذا التراث الفني العريق وتطويره بما يواكب متطلبات العصر.

ملتقى الأزهر للخط العربي.. استمرار لمسيرة إبراز روائع الفن الإسلامي

وأكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء أن ملتقى الأزهر للخط العربي يواصل مسيرته في إبراز روائع الفن الإسلامي، ويُعد من أهم المبادرات التي تهدف إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يولِي اهتمامًا بالغًا بتنمية المواهب ودعم المبدعين، خاصة في مجال الخط العربي والزخرفة.

وكشف فضيلته عن أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وجّه بعقد مؤتمر خاص للاعتناء بالمواهب المتميزة في مختلف الفنون الإسلامية، ومنها الخط العربي، تأكيدًا على دور الأزهر في الحفاظ على هذا الفن الراقي ونقله للأجيال القادمة.

وأشار إلى أن الوقوف في صحن الجامع الأزهر، وسط هذه الأعمال الفنية المبدعة، يمنح الإنسان إحساسًا بالرهبة والجلال، وكأنه في الحرم الشريف، مما يعكس القيمة الروحية والجمالية لفن الخط العربي في التعبير عن قدسية اللغة العربية ومكانتها.

ملتقى الخط العربي.. فعاليات فنية وتوعوية تعكس الاهتمام بالتراث

ويشهد الجامع الأزهر خلال فترة الملتقى عددًا من الفعاليات الفنية والتوعوية، حيث يضم معرضًا متميزًا للوحات الخط العربي والزخرفة الإسلامية، إلى جانب ورش عمل تفاعلية وندوات حوارية، تهدف إلى تعريف الجمهور بأسس فن الخط العربي وتقنياته المختلفة، وإبراز دوره في تعزيز الهوية العربية والإسلامية.

وأكد القائمون على الملتقى أن إقامة هذه الفعاليات داخل أروقة الجامع الأزهر، تُعد خطوةً رائدة في إبراز الدور الثقافي والفني لهذه المؤسسة العريقة، وتعزيز الوعي بأهمية الفنون الإسلامية في ترسيخ الهوية العربية.

الأزهر ودوره في الحفاظ على الفنون الإسلامية واللغة العربية

يأتي انعقاد ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة ضمن مبادرات الأزهر الشريف الهادفة إلى الاحتفاء باللغة العربية وفنونها المختلفة، وتعزيز الوعي بأهميتها عالميًا، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى حماية الهوية الثقافية الإسلامية، والمحافظة على التراث الفني المرتبط بالخط العربي والتصميمات والزخارف الإسلامية.

واختتم فضيلة الدكتور عباس شومان كلمته بالتأكيد على ضرورة دعم المواهب الشابة المهتمة بفن الخط العربي، وتشجيع الأجيال الجديدة على إتقانه باعتباره جزءًا من الموروث الثقافي والحضاري للأمة الإسلامية، داعيًا إلى تكثيف الجهود للحفاظ على هذا الفن العريق وتطويره، ليبقى شاهدًا على عظمة اللغة العربية ومكانتها السامية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights