مجلس الشباب المصري يناقش تأثير السوشيال ميديا على القضية الفلسطينية

كتبت / إسبرانس مراد
في خطوة نحو فهم أعمق لتأثير الثورة الرقمية على القضايا العالمية نظمت إدارة الاتصال المؤسسي بمجلس الشباب المصري حلقة نقاشية هامة، تناولت قضية بالغة الأهمية وهي تأثير السوشيال ميديا على القضية الفلسطينية بين التمكين والتضليل. جمعت الحلقة نخبة من الخبراء والناشطين لمناقشة الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام حول القضية الفلسطينية.
شارك في الحلقة النقاشية بالحديث عدد من المفكرين والكتاب والمتخصصين في مجالات الإعلام والقانون والتكنولوجيا وهم : ” الكاتب الصحفي الدكتور أحمد ناجي قمحة”، رئيس تحرير مجلتي السياسة الدولية والديمقراطية ، و” المهندس: زياد عبد التواب” مساعد رئيس مجلس الوزراء لشؤون التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات و خبير التحول الرقمي و أمن المعلومات ، مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافه و الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ، و”اللواء دكتور: أحمد الشحات” مستشار الأمن الإقليمي والدولي، و “الدكتورة هنادي رجائي” مستشار الموارد البشرية ببنك الاستثمار القومي ، و “المستشار : حسام الدين علام”.
بدأت فعاليات انعقاد الحلقة النقاشية بمقدمة ألقتها ” الدكتورة : سالي سعد جودة ” مدير الاتصال المؤسسي بمجلس الشباب المصري ، والتي أدارت الحلقة النقاشية رحبت فيها بالحضور ثم تحدثت عن أهمية موضوع الحلقة قائلة : “الحقيقة أصبحت عارية، ولكن هل العالم مستعد لمواجهتها؟” ، مستطردة لم يعد بإمكان أحد تجاهل الصوت الفلسطيني. فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، خرجت قصتنا من الأزقة الضيقة إلى العالم أجمع. من الشباب الناشط إلى الفنانين والمؤثرين، كلنا جنود في هذه المعركة الرقمية ونحن هنا اليوم لنستكشف معًا هذا العالم الرقمي المتشابك، حيث تتداخل الحقيقة بالشائعة، والتضامن بالتحريض. فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحةً مفتوحةً للجميع، لتبادل الآراء والأخبار، وبناء الجسور بين الشعوب.
ثم وجهت سؤالها ” للمهندس : زياد عبد التواب ” قائلة: هل حقًا تمكنت هذه المنصات من أن تكون صوتًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني؟ أم أنها أداةٌ بيد البعض لتضليل الرأي العام وتشويه الحقائق؟ ، الذي استهل مداخلته بالحديث عن موقف إحدى لاعبي كرة القدم أثناء المباراة عام ٢٠٠٨ عندما أبدى اللاعب تعاطفه مع القضية الفلسطينية من خلال جملة تضامنية مع القضية كانت على التيشرت الخاص به . ثم تحدث بعد ذلك الجوانب السلبية للسوشيال ميديا في تعاملها مع القضية الفلسطينية.
استطرد ” عبد التواب ” حديثه عن السوشيال ميديا في أعقاب أحداث ٧ أكتوبر والدور الذي لعبه ما يسمى بـ ” إعلام المواطن ” في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتغيير نظرة المجتمع الدولي لها من خلال السوشيال ميديا ، فضلا عن الإجراءات المضادة التي اتخذها الفيس بوك وصفحات التواصل الاجتماعي تجاه كل ما ينشر عبر تلك الصفحات عن القضية وذلك من خلال غلق الحسابات ومنع النشر لبعض الناس ، مما أدى إلى اضطرار رواد السوشيال ميديا إلى التحايل على خوارزميات تلك الصفحات واتخاذ إجراءات مضادة للحجب مثل وضع الرموز وتغيير الكلمات لإظهار القضية الفلسطينية و هو ما ساهم في نجاح تلك الحملات الشعبية المناصرة للقضية.
على الجانب الآخر تحدث ” المهندس : زياد ” عن الحملات المضادة وإجراءات المنع والحجب والتقييد التي اتخذتها صفحات السوشيال ميديا في أعقاب تصريحات ” الرئيس عبد الفتاح السيسي ” الرافضة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم حيث قامت إدارة الفيس بوك بحجب بعض الأخبار في الصفحات الخاصة بالمتحدث باسم رئاسة الجمهورية ، والصفحة الرسمية للرئيس وصفحة المتحدث العسكري ، وجعل آخر ظهور على تلك الصفحات المهمة لبوستات عام 2021 وهو ما يدل على شن حرب إلكترونية شبكية على مصر.
في سياق آخر تحدث ” اللواء دكتور : أحمد الشحات ” مستشار الأمن الإقليمي والدولي، عن التحولات الجذرية في ساحة المعركة، حيث انتقلت من الصراع الميداني إلى ساحة حرب إعلامية شرسة، تستغل الأطراف المتنازعة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي فيها منصات التواصل الاجتماعي لنشر الروايات المشوهة والأخبار الزائفة، بهدف تشويه صورة الطرف الآخر وتوجيه الرأي العام العالمي. هذه الحملة الإعلامية المتصاعدة تعرقل مجهود السلام وتزيد من حدة التوتر في المنطقة.
كما أكد ” الشحات ” على أن أهمية الوعي في ظل الحروب الإعلامية التي تشهدها المنطقة، حيث دعا القيادات السياسية والشعوب العربية إلى الوعي بخطورة هذه الحروب وكيفية مواجهتها. وأكد أننا بحاجة إلى تطوير استراتيجيات إعلامية فعالة لحماية روايتنا ونشر الحقيقة. وأضاف: “لدينا قيادات سياسية وجيش قادر على حماية أراضينا، ولكننا بحاجة أيضاً إلى حماية روايتنا وحقنا في تقرير المصير.
عن ” تقويض الجهود الدولية لدعم الحقوق الفلسطينية، و تعميق الانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني ” وجهت “الدكتورة: سالي سعد” مديرة الجلسة النقاش ” للدكتور : أحمد ناجي قمحة ” رئيس تحرير مجلتي السياسة الدولية والديمقراطية قائلة : “هل يتم التلاعب بنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة القضية الفلسطينية؟ كيف يتم استغلال هذه المنصات لنشر الفتن والانقسامات بين أبناء الشعب الواحد؟ كيف يتم استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتقويض الدعم الدولي للقضية الفلسطينية؟ وفي رأيك هل تستطيع وسائل التواصل الاجتماعي أن تغير مسار التاريخ؟
من جانبه أوضح ” الدكتور: أحمد ناجي ” قائلًا: ” أثبتت الأحداث الأخيرة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة قوية في صراع الشعوب. وفي حالة القضية الفلسطينية، تمكن النشطاء من حشد الدعم الشعبي وتوجيه الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية. كما ساهمت هذه المنصات في إفشال العديد من المخططات المعادية لفلسطين. وأكد ” قمحة ” أن “وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت قدرتها على تغيير مسار الأحداث، وأنها أصبحت سلاحاً فعّالاً في مواجهة القوى الاستعمارية”.
أكد ” قمحة ” على أن اللغة التي نستخدمها في التواصل حول القضية الفلسطينية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الرأي العام. وأشار إلى ضرورة استخدام لغة واضحة ومؤثرة تتناسب مع الجمهور المستهدف. كما شدد على أهمية التحقق من مصادر المعلومات ونشر الوعي بأهمية التثقيف الإعلامي.
أما ” الذكاء الاصطناعي.. كسلاح جديد في حرب التشويه ضد القضية الفلسطينية ” حذر ” المهندس : زياد عبد التواب ” من استغلال الذكاء الاصطناعي في تشويه صورة القضية الفلسطينية وتضليل الرأي العام العالمي. فبفضل التطورات المتسارعة في هذا المجال، أصبح من الممكن توليد محتوى مزيف بشكل مقنع، ونشر حملات تشويه ممنهجة تستهدف الفلسطينيين. كما أكد على خطورة هذه التهديدات، وطالب بضرورة بناء مناعة مجتمعية لمواجهتها.
“حسام الدين يحذر: من لا يخطط يكون مخططًا له.. أهمية الوعي لمواجهة التحديات الإعلامية”
على الجانب الآخر تحدث ” المستشار : حسام الدين علام ” عن ” دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية بما يخدم الأمن القومي المصري ” حيث حذر من خطورة التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري، مؤكداً على أهمية امتلاك خطط واضحة لمواجهتها.
كما أشار “علام” إلى أن الأعداء يستغلون وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة لنشر الأكاذيب والشائعات، بهدف التأثير على الرأي العام وتقويض استقرار البلاد. ودعا “المستشار:حسام الدين” إلى ضرورة رفع مستوى الوعي لدى المواطنين، خاصة الشباب، بأبعاد القضية الفلسطينية والتاريخية، لمواجهة الحملات الإعلامية المعادية.
من جانبها دعت ” الدكتورة: هنادي رجائي ” مستشار الموارد البشرية ببنك الاستثمار القومي إلى ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، في تطوير المناهج التعليمية وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي. وأكدت على أهمية تعليم الشباب كيفية التمييز بين المعلومات الصحيحة والمزيفة، وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي.
كما حذرت ” رجائي ” من مخاطر استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات وتشويه السمعة. وأكدت أن هذه المنصات، رغم أهميتها، تشكل تهديداً للقيم الأخلاقية والمجتمعية. وطالبت بضرورة تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على تعزيز الوعي الإعلامي وتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الشباب.
اختتمت النقاش ” الدكتورة: هنادي رجائي ” ، حيث تحدثت عن السبل التي من خلالها يمكن بناء شراكات فعالة بين المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص لتعزيز حقوق المرأة، والتي أكدت على أن الاستثمار فى المرأة يبدأ من المنزل والالتزام بالعادات والتقاليد الحميدة ، كما أوصت بضرورة تدريس مادة السلوك والأخلاق ومادة حب الوطن في المدارس.
اختتمت “الدكتورة: سالي سعد ” مدير الاتصال المؤسسي بمجلس الشباب المصري أعمال الحلقة النقاشية حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في القضية الفلسطينية بدعوة إلى توحيد الجهود وبناء حركة رقمية فلسطينية موحدة. وأكدت على أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها ساحة صراع، إلا أنها تمثل فرصة كبيرة لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية وحشد الدعم الدولي. ودعت إلى ضرورة استخدام هذه المنصات لنشر رسالة إنسانية تركز على حقوق الإنسان والعدالة.
كما شددت ” سعد” على أهمية بناء سردية جديدة للقضية الفلسطينية، تستند إلى الحقائق والتاريخ، وتستهدف الشباب والأجيال القادمة. ودعت إلى ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر هذه السردية الجديدة، وإلهام الأمل في مستقبل أفضل. وأكدت أن النصر يتحقق من خلال العمل الجماعي والمثابرة