شهدت مصر في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في ظاهرة المستريحين، وهي عمليات احتيال مالي واسعة تعتمد على استغلال ثقة المواطنين واستدراجهم لاستثمار مليارات من أموال الغلابة بوعود تحقيق أرباح ضخمة خلال فترة قصيرة.
أشهر المستريحين في مصر
تتركز هذه العمليات في بعض المحافظات، وخاصة في الصعيد، حيث ينتشر عدد من المستريحين الذين يقنعون الناس باستثمار أموالهم في مشاريع زراعية أو تجارية زائفة، مثل تربية المواشي أو العقارات. ويعتمد هؤلاء على مخططات مثل “بونزي”، حيث يتم دفع الأرباح للأوائل من أموال المستثمرين الجدد، لكن سرعان ما يختفي المستريح مع الأموال قبل انكشاف الخدعة.
في السنوات الأخيرة، برز عدد من المحتالين المعروفين في مصر الذين أُطلق عليهم لقب “المستريحين” بعد قيامهم بعمليات احتيال مالي استهدفت جمع أموال المواطنين بوعود بأرباح كبيرة وسريعة. وفيما يلي بعض من أشهرهم:
مصطفى البنك – مستريح أسوان
يُعد مصطفى البنك من أشهر المستريحين في مصر. استهدف مصطفى أهالي محافظة أسوان بوعود زائفة عن استثمار أموالهم في تجارة المواشي والأنشطة الزراعية، وجمع منهم ملايين الجنيهات. وقد تسببت عملياته في ضجة كبيرة في أسوان، خاصة بعد اختفائه وتركه ضحايا كُثر يعانون من خسائر فادحة. أُلقي القبض عليه لاحقاً، لكن العديد من أموال الضحايا لم تُسترد.
مستريح البدرشين
قام هذا المستريح باستهداف سكان منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، مدعياً أن لديه استثمارات ناجحة في العقارات والسيارات. جذب ضحاياه من خلال وعود بأرباح سريعة تتجاوز المعدلات التقليدية. وبعد جمعه لأموال كبيرة، تبين أن الاستثمارات لم تكن حقيقية، وسرعان ما هرب أو تم إلقاء القبض عليه بعد شكاوى متعددة من الضحايا.
حسن راتب – مستريح الآثار
على الرغم من أنه ليس مستريحاً بالمعنى التقليدي، فإن حسن راتب عُرف بقضية كبرى تتعلق بتمويل عمليات التنقيب عن الآثار بشكل غير قانوني، بمشاركة شخصيات عامة. جمع راتب مبالغ كبيرة لاستثمارها في هذا المجال المربح غير المشروع، مما أدى إلى قضية واسعة النطاق جذبت انتباه الرأي العام.
مستريح الفيوم
ظهر في محافظة الفيوم شخص آخر يُلقب بالمستريح، حيث استغل الثقة بين الأهالي وادعى استثمار أموالهم في الزراعة وتجارة المحاصيل الزراعية. جمع مبالغ ضخمة، وقدم وعوداً بأرباح تتجاوز المعدلات البنكية، لكنه اختفى بعد فترة من الوقت، تاركاً ضحاياه في أزمة مالية.
مستريح السيارات
تخصص هذا المستريح في جمع الأموال من المواطنين بزعم استثمارها في تجارة السيارات، وقدم وعوداً بإعادة أموالهم مع أرباح عالية. استدرج العديد من الأشخاص للاستثمار معه، لكن بعد فترة من جمع الأموال، هرب واختفى تاركاً وراءه مئات الضحايا.
مستريح البيتكوين
برز في القاهرة مستريح آخر اعتمد على تقنيات حديثة؛ حيث وعد ضحاياه بأرباح هائلة من خلال استثمارات في العملات الرقمية “البيتكوين”. ورغم تحذيرات الخبراء من مخاطر هذا النوع من الاستثمار، فإن المستريح استطاع جذب العديد من الأشخاص، لكنه اختفى بعد فترة وجيزة.
تسببت هذه ظاهرة “المستريح” في خسائر مالية ضخمة للضحايا، وخاصة في المناطق الريفية، حيث يتردد الناس في التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية المعتمدة. كما تؤدي هذه القضايا إلى توترات داخل المجتمعات المحلية، وتسبب أزمات بين العائلات والأصدقاء الذين يقنع بعضهم بعضاً بالاستثمار لدى هؤلاء المحتالين.
دور الحكومة في مواجهة المستريحين
تسعى الحكومة المصرية إلى مكافحة هذه الظاهرة عبر عدة إجراءات، تشمل تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام للتحذير من مخاطر الاستثمار غير الشرعي، وتدعيم القوانين لملاحقة المتهمين في قضايا الاحتيال المالي.
وأعلنت الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة عن ضبط عدة متهمين في قضايا مشابهة، كما تحاول استعادة أموال الضحايا قدر الإمكان، لكن غالباً ما تكون الأموال قد اختفت قبل القبض على المحتالين.
تُعتبر ظاهرة “المستريحين” تحدياً حقيقياً أمام المجتمع المصري، حيث تتطلب وعياً مجتمعياً أكبر بالطرق القانونية للاستثمار وضرورة الحذر من أي عروض غير موثوقة.
