كشف حساب خالد البلشي.. كيف تغيرت نقابة الصحفيين خلال عام؟

مع اقتراب انتخابات نقابة الصحفيين 2025، نشر النقيب خالد البلشي كشف حساب تفصيلي عبر صفحته على فيسبوك، يستعرض فيه ما تحقق من إنجازات خلال فترة توليه المنصب، هذا التقرير، الذي يوثق أعمال تطوير المبنى، تحسين الخدمات، وإعادة النقابة لدورها الطبيعي، يطرح تساؤلات مهمة: هل أوفت الإدارة الحالية بوعودها؟ وكيف يرى الصحفيون هذه التغييرات مقارنة بالإدارات السابقة؟
إعادة الروح إلى مبنى النقابة
في منشوره يقول النقيب خالد البلشي:” البيوت تموت إذا غاب عنها سكانها.”، وذلك في إشارة إلى مبنى النقابة، الذي تعطل لسنوات من غياب التطوير، حتى أصبح أشبه بمبنى قديم.
وأوضح البلشي في منشوره بأن المجلس الحالي بدأ خطوات جادة لإعادة الحياة إليه، بدءًا من فتح المبنى بالكامل أمام الصحفيين والمتدربين بالصحف والمواقع المرخصة من المجلس الأعلى للإعلام، واستعادة “الدور الرابع” لاجتماعات الجمعية العمومية، وإزالة الحواجز والمكاتب غير الضرورية، حيث استتبع ذلك عملية تجديد شاملة استغرقت وقتاً طويلاً، وأثمرت عن بيئة أكثر انفتاحاً وراحة للصحفيين.
مقارنة بالإدارات السابقة
في السنوات السابقة، كان دخول المبنى مقيداً أحياناً على أعضاء نقابة الصحفيين فقط، بسبب قرارات إدارية، ما جعل بعض المراسلين الصحفيين والمتدربين بالمواقع الصحفية يشعرون بالاغتراب عن نقابتهم، ويقول الصحفي مصطفى صابر، عضو بالنقابة: “الفارق واضح، النقابة الآن أكثر حيوية، يمكننا التحرك بحرية وعقد لقاءاتنا الصحفية دون تعقيدات إدارية.”
تطوير واجهات المبنى

تناول البلشي ملف صيانة واجهات النقابة، الذي يعد من أبرز الملفات، حيث لم تجدد منذ سنوات، وكانت بعض الأجزاء الجبسية المتساقطة تشكل خطراً على المارة، إلى أن تم التعاقد مع “المقاولون العرب” لإنجاز المشروع بتكلفة 1.8 مليون جنيه فقط، بعد مساهمة الشركة ضمن مسؤوليتها المجتمعية.
آراء الصحفيين
يقول أحمد عبد الرحمن، محرر بجريدة خاصة: “واجهات النقابة كانت تعطي انطباعاً سلبياً عن أحوالها، والآن أصبح المبنى أكثر جاذبية، وهذا يعكس اهتمام الإدارة بالجانب الجمالي.”
التحول الرقمي.. نقابة أكثر ذكاءً
كشف خالد البلشي نقيب الصحفيين، عن إطلاق مشروع رقمنة النقابة بتكلفة 13.6 مليون جنيه، والذي يشمل استضافة سحابية، تطوير برمجيات، إطلاق تطبيق للنقابة، وتحديث الموقع الإلكتروني، مما يتيح للصحفيين الحصول على الخدمات مثل صرف البدلات والمعاشات إلكترونياً.
مقارنة بالإدارات السابقة
في السابق، كان التعامل مع النقابة يتطلب الحضور الشخصي لإنجاز الإجراءات المالية والإدارية، ما كان يسبب مشقة ومعاناة في السفر للزملاء من المحافظات البعيدة، فتقول الصحفية سهام. ي: “نظام الرقمنة يقلل من الأعباء على الصحفيين، وأشارت خلال الفترة القادمة من تفعيل المنظومة بالكامل، لم يكون هناك حاجة للانتظار بالساعات لإنهاء المعاملات.”
تحديث مركز التدريب.. استثمار في الصحفيين
جرى إعادة تشغيل مركز التدريب، بعد أن كان متوقفاً لسنوات بسبب انتهاء صلاحية برامجه وتعطل أجهزته، حيث تمت إعادة هيكلته بتكلفة محدودة، وتم عقد شراكات مع مؤسسات مثل الاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسة هيكل، ووفقاً لتصريحات الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ عضو المجلس وفر مركز التدريب 120 دورة تدريبية استفاد منها 2500 صحفي.
آراء الصحفيين
يرى أحمد أبو رحاب، محرر صحفي شاب، أن التدريب أصبح أكثر احترافية: “المركز كان مجرد قاعة، الآن أصبح مكاناً فعالاً للتطوير المهني.”
صيانة التكييف المركزي.. حل أزمة خانقة
إصلاح نظام التكييف المركزي بميزانية 3.5 مليون جنيه، بدلاً من 11 مليون كانت مطلوبة وفقاً لعروض سابقة، ففي السنوات الماضية، كان الصحفيون يعانون من ارتفاع الحرارة داخل القاعات بسبب تعطل التكييف، وتقول أسماء عبد الحميد، محررة بإحدى الصحف الخاصة: “التكييف كان أزمة حقيقية، الآن الوضع تحسن كثيراً، وهو ما يجعل العمل داخل النقابة أكثر راحة.”
تعزيز الخدمات الطبية للصحفيين
شهد مشروع العلاج تطوراً ملموساً، حيث تم افتتاح عيادتين جديدتين داخل النقابة، والتعاقد مع عدد كبير من معامل التحاليل، بالإضافة لإطلاق عيادة تأمين صحي لأول مرة، وصيدلية داخل النقابة، لتوفر الأدوية بأسعار مخفضة.
وفي السابق، كانت الخدمات الطبية محدودة، ما كان يضطر الصحفيين للبحث عن بدائل خارجية، يقول الصحفي مصطفى فرغلي: “الخدمات الصحية تحسنت، لكننا نأمل في مزيد من التعاقدات مع مستشفيات كبرى.”
تحديث القاعات وتطوير البنية التحتية
تحديث مسرح النقابة بالتعاون مع وزارة الثقافة، وصيانة قاعات “محمد حسنين هيكل” و”طه حسين”، بالإضافة إلى تحسين الإنترنت عبر إدخال كابل فايبر، ويقول الصحفي أحمد، م ، صحفي بجريدة حزبية: “القاعات كانت سابقاً غير مجهزة، التطوير الحالي يجعلها أكثر ملاءمة للمؤتمرات الصحفية والفعاليات.”
هل حققت النقابة ما وعدت به؟
تشير الإنجازات المذكورة إلى أن النقابة شهدت تحسناً كبيراً في الخدمات والبنية التحتية، لكن يبقى السؤال: هل يستمر هذا التطور؟ وكيف يرى الصحفيون هذه الإنجازات في ظل التحديات المهنية والمعيشية التي يواجهونها؟ ومع انتظار الجزء القادم من كشف الحساب، تبقى هذه التساؤلات مفتوحة حتى تتضح الصورة كاملة.