طلاب معهد تزكي بإندونيسيا يستقبلون رئيس جامعة الأزهر

زار الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، في ختام زيارته لدولة إندونيسيا، معهد تزكي للتربية الإسلامية الحديثة بمدينة باتانج بمحافظة جاوا الوسطى، والذي يُعَدّ أحد أبرز الصروح العلمية الإسلامية في المنطقة، إذ يمتد على مساحة 140 ألف متر مربع ويستقطب آلاف الطلاب من مختلف أنحاء البلاد.
استقبال رسمي واحتفال مميز
حظي رئيس جامعة الأزهر باستقبال رسمي مميز لدى وصوله إلى مقر المعهد، حيث كان في استقباله الدكتور أنانج ركزا الأزهري، رئيس معهد تزكي، والسيد نزار مشهدي، الأمين العام لمؤسسة السلام في العالمين، إلى جانب لفيف من المدراء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
بدأت الاحتفالية بعزف النشيد الوطني لكل من جمهورية مصر العربية وإندونيسيا، في تجسيد لروح التعاون والتآخي بين البلدين، تلاها تلاوة آيات من الذكر الحكيم، لتضفي على الأجواء طابعًا روحانيًا يليق بمكانة الأزهر الشريف ورسالة معهد تزكي العلمية.
معهد تزكي.. نموذج للأزهر في إندونيسيا
وخلال الزيارة، استمع رئيس الجامعة إلى شرح مفصل عن تاريخ إنشاء المعهد، الذي يضم نحو 1300 طالب، يدرسون مناهج معادلة لمناهج الأزهر الشريف، بما يعزز من رسالته التعليمية القائمة على نشر الفكر الوسطي المعتدل.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أنانج ركزا الأزهري، رئيس المعهد، أن معهد تزكي يُعدّ امتدادًا للأزهر الشريف في إندونيسيا، مشيرًا إلى أن شهاداته معادلة للمعاهد الأزهرية في مصر، وأن المناهج الدراسية التي يتم تدريسها بالمعهد تُحاكي نظيرتها في الأزهر الشريف.
وأضاف أن الأزهر يمثل المرجعية الدينية الوحيدة للمسلمين في إندونيسيا، وهو ما يعكس مكانته الرفيعة وتأثيره العميق في العالم الإسلامي.
من جانبه، أوضح السيد نزار مشهدي، الأمين العام لمؤسسة السلام في العالمين، أن معهد تزكي حظي بزيارات متكررة من قيادات الأزهر الشريف، حيث زاره فضيلة الإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي –رحمه الله– في عام 2006، ثم تلاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في أعوام 2016 و2018 و2024، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد من الأزهر الشريف بدعم التعليم الإسلامي في إندونيسيا.
رئيس الجامعة يشيد بطلاب المعهد ويدعوهم للاجتهاد
أشاد فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود بالمستوى العلمي المتميز لطلاب معهد تزكي، مؤكدًا أن المعهد يُعدّ امتدادًا حقيقيًا للأزهر الشريف، من حيث منهجه الوسطي المعتدل، ومناهجه التعليمية التي تساهم في تخريج أجيال قادرة على نشر قيم التسامح والعلم الشرعي الصحيح.
كما أكد رئيس الجامعة على توافق الرؤى بين مصر وإندونيسيا في رفضهما القاطع لتهجير الأشقاء في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعكس التزام البلدين بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي ختام زيارته، وجّه رئيس الجامعة رسالة إلى الطلاب بضرورة الاجتهاد في طلب العلم، لاسيما وأنهم يدرسون مناهج الأزهر الشريف التي أثبتت فاعليتها عبر أكثر من 1084 عامًا من العطاء العلمي والفكري كما دعاهم إلى اغتنام فضل الأيام المباركة والاستعداد لشهر رمضان المبارك، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «رمضان إلى رمضان كفارة للذنوب»، مؤكدًا أن هذه الأيام فرصة عظيمة للتقرب إلى الله والاجتهاد في العبادة والعلم.