ملتقى الأزهر للخط والزخرفة.. 250 فنانًا في رحلة إبداعية داخل أروقة الجامع العريق

اختتم ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة فعاليات نسخته الثالثة، التي أقيمت خلال الفترة من 16 حتى 25 فبراير، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
شهد الملتقى هذا العام مشاركة أكثر من 250 فنانا وخطاطا قدموا ما يزيد عن 300 عمل فني متنوع، ما بين الكوفي، والثلث، والنسخ، والديواني، بالإضافة إلى أعمال فنية معاصرة تدمج بين التراث والحداثة.
وعلى مدار عشرة أيام، تحول الجامع الأزهر إلى معرض فني مفتوح، حيث احتضن الملتقى ورش عمل تفاعلية ومحاضرات متخصصة، قدمها نخبة من أساتذة الخط والزخرفة، مما أتاح فرصة فريدة لعشاق هذا الفن العريق لاكتساب المعرفة والتفاعل مع الخبراء.
وللحديث عن تفاصيل هذه النسخة وما تميزت به من فعاليات، كان لنا هذا الحوار مع الفنان والخطاط إسماعيل عبده، المنسق الفني للملتقى، الذي كشف لنا عن أبرز المحطات، والتحديات التي تواجه الخط العربي، وخططهم المستقبلية لنشر وتعزيز هذا الفن.
وإلى نص الحوار
في البداية، حدثنا عن النسخة الثالثة من ملتقى الأزهر للخط والزخرفة؟
هذه النسخة كانت مميزة بكل المقاييس، فقد شهدت مشاركة واسعة من داخل مصر وخارجها، حيث قدم أكثر من 250 فنانا وخطاطا ما يزيد عن 300 عمل فني، تنوعت بين مختلف أساليب الخط العربي، مثل الكوفي، والثلث، والنسخ، والديواني، إضافة إلى أعمال فنية حديثة تمزج بين الأصالة والتجديد.
كما لاحظنا إقبالا جماهيريا كبيرا، ما يعكس تعطش الجمهور للفنون الإسلامية ورغبتهم في التفاعل معها.
ما أبرز الفعاليات التي تضمنها الملتقى هذا العام؟
إلى جانب المعارض الفنية، حرصنا على تقديم ورش عمل تفاعلية ومحاضرات متخصصة، بمشاركة نخبة من أساتذة الخط والزخرفة.
وعلى سبيل المثال، قدم الدكتور خالد مجاهد محاضرتين حول “جماليات الخط العربي والتشكيل الفني” و”اللوحة الخطية: الفكرة والتنفيذ”، كما قدم عصام عبد الفتاح محاضرة عن “الخط الكوفي: وسائل تنفيذ اللوحة الخطية”.
وكانت هناك مشاركة مميزة من الخطاطة الإيطالية أنتونيلا ليوني، التي قدمت ورشة عن فن الإيبرو (الرسم على الماء)، وهو فن إسلامي فريد يلقى اهتماما متزايدا عالميا.
كيف ترون دور هذه الفعاليات في تعزيز الفنون الإسلامية والحفاظ على التراث؟
نحن نؤمن أن هذه الفعاليات تسهم في نشر الوعي بأهمية الفنون الإسلامية كجزء أصيل من الهوية الثقافية للأمة.
كما أن إقامة الورش والمحاضرات داخل الجامع الأزهر، بما له من مكانة تاريخية وروحية، يضفي على الحدث طابعا خاصا، ويساعد في نقل هذا الفن للأجيال الجديدة، كما يعزز ارتباط الفن الإسلامي بالهوية الثقافية والتراثية.
ما هي التحديات التي تواجه فن الخط العربي والزخرفة في العصر الحديث؟
هناك عدة تحديات، من أبرزها التراجع في تعلم الخط العربي داخل المناهج التعليمية، وتأثير التكنولوجيا التي قللت من الاعتماد على الكتابة اليدوية.
لكن في المقابل، توفر لنا التكنولوجيا أيضا فرصا جديدة، حيث يمكن استخدامها لنشر وتعليم هذا الفن بأساليب مبتكرة، سواء من خلال البرامج الرقمية أو ورش العمل عبر الإنترنت.
كما أن هناك اهتماما متزايدا من الشباب بتعلم وإتقان هذا الفن، وهو ما يعطينا دفعة قوية للاستمرار في تقديم مثل هذه الفعاليات.
ما هي خططكم المستقبلية لتعزيز ونشر فنون الخط والزخرفة؟
لدينا خطط طموحة، من بينها توسيع نطاق الملتقى في الدورات القادمة ليشمل مزيدا من المشاركات الدولية، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية متخصصة على مدار العام، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، لإدراج فن الخط العربي والزخرفة ضمن المناهج الدراسية.
كما نعمل على تنظيم معارض متنقلة في مختلف المحافظات، حتى يصل هذا الفن إلى جمهور أوسع، وتعزيز الوعي بأهميته التاريخية والجمالية.
ختاما، كيف كانت ردود أفعال المشاركين والجمهور على هذه النسخة؟
كان هناك إشادة واسعة من المشاركين، الذين عبروا عن امتنانهم للأزهر الشريف على تنظيم هذا الحدث الفني الرفيع، الذي أتاح لهم الفرصة لاستكشاف جماليات الخط العربي عن قرب، والمشاركة في ورش ومحاضرات أثرت معارفهم وصقلت مهاراتهم.
كما أكدوا أن إقامة مثل هذه الفعاليات داخل الجامع الأزهر تعكس حرص الأزهر على رعاية الفنون الإسلامية وحمايتها من الاندثار، مما يعزز دوره الريادي في الحفاظ على التراث الثقافي للأمة.