“خلافات أسرية”.. عاطل يقتل زوجته أمام طفلته ويدبّر حيلة شيطانية للهروب بالمرج

في أحد أزقة المرج الشعبية، وبين جدران شقة صغيرة بالكاد تتسع لأحلام أسرة بائسة، دوّى صوت صراخٍ في ليلة ملطخة بالدم، لم تكن خلافاتهم جديدة ولا عابرة، لكنها في تلك الليلة اتخذت طريقًا لا عودة منه .. رجل فقد إنسانيته، وامرأة دفعت ثمن سنوات من الخلافات بطعنات قاتلة، وطفلة صغيرة ستبقى شاهدة مدى الحياة

ليلة الجريمة:

كان مساء ليلة الجريمة، ثقيل حمل في طياته النهاية، فتصاعدت حدة المشادة بين الزوجين، كأن الجدران حفظت صدى صراخهما، عتابٌ متكرر، واتهامات متبادلة، وغضب أعمى أطاح بعقل الزوج العاطل، الذي اخذ سكينًا من المطبخ، وسدّد ثلاث طعنات نافذة إلى جسد زوجته وسط ذهول طفلتهما الصغيرة التي تجمّدت من الخوف في زاوية الغرفة.

دماء الأم امتزجت بأنفاسها الأخيرة أمام نظرات طفلتها، فيما الأب يقف بلا وعي، يدرك أن حبل المشنقة بات أقرب إليه من أي شيء آخر.

حيلة شيطانية للهروب:

لم يفكر في الإسعاف أو الندم، بل خطرت له فكرة حيلة شيطانية حاول أن يراوغ بها العدالة، فأمسك السكين ذاتها وطعن نفسه طعنة محسوبة بدقة، غير قاتلة، ثم تمدد بجوار جثة زوجته، متظاهرًا بأنه هو الآخر ضحية اعتداء مجهول.!

بلاغ يكشف المستور:

وصل بلاغ إلى رئيس مباحث قسم شرطة المرج، يفيد بالعثور على جثة ربة منزل وزوجها مصاب داخل مسكن الزوجية، تحركت قوة أمنية برفقة رجال الإسعاف، وفي لحظات كان المشهد أمامهم كما أراد الزوج أن يبدو.

لكن رجال المباحث لم تنطلِ عليهم الحيلة، و لم تظهر أي علامات اقتحام أو بعثرة في الشقة، فالأبواب مغلقة، والنوافذ سليمة، وسكين مطبخ مألوف.

الطفلة تكشف الحقيقة:

بينما كانت الطفلة ترتجف في زاوية بالمنزل، استمعت الشرطة إلى شهادات الجيران الذين أكدوا سماع صراخ الزوجة، دون رؤية أي غريب يقتحم المكان.

وهنا وجهت تحريات المباحث أصابع الاتهام مباشرة إلى الزوج المصاب.

اعتراف وسقوط الستار:

بمواجهة الزوج بما جمعته التحريات، ومع تقرير الطب الشرعي الذي أكد وفاة الزوجة نتيجة طعنات نافذة، ومع شهادة الطفلة البريئة، انهار المتهم واعترف بجريمته، مبررًا فعلته بخلافات أسرية متراكمة.

تم نقل المتهم إلى المستشفى تحت حراسة مشددة، فيما أُودعت جثة الزوجة مشرحة زينهم، وأمرت النيابة بتشريح الجثة، وتسليمها لذويها بعد بيان سبب الوفاة، وبدأت التحقيقات مع المتهم بعد استقرار حالته الصحية.

وكانت قد أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم جدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا أخرى، ولا تزال التحقيقات مستمرة حتى الآن.