في خطوة تعكس وحدة الموقف الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، أكد شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال مشاركته في مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي، على موقف الأمة العربية والإسلامية الرافض لتهجير الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لطمس هويته الوطنية.
جاء هذا التأكيد خلال فعاليات المؤتمر الذي عُقد في مملكة البحرين، حيث شارك فيه عدد من كبار العلماء والمفكرين من مختلف الدول الإسلامية، لمناقشة سبل توحيد الصف وتجديد الفكر الإسلامي، وتعزيز قيم الأخوة الإسلامية في مواجهة التحديات الراهنة.
ملك البحرين: المؤتمر جاء استجابة لدعوة شيخ الأزهر لتوحيد الصف الإسلامي
من جانبه، أشاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البحرين، بالمبادرة التي أطلقها شيخ الأزهر، والتي تهدف إلى توحيد الموقف الإسلامي وتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية لمواجهة التحديات الفكرية والإنسانية التي تواجه العالم الإسلامي.
وأكد الملك أن المؤتمر يعكس حرص مملكة البحرين على دعم الجهود التي تعزز الوحدة والتضامن الإسلامي، مشدداً على ضرورة أن يكون العلماء في مقدمة من يقودون جهود نشر قيم التسامح والتعايش السلمي.
وأوضح الملك أن دعوة الأزهر لعقد هذا المؤتمر جاءت في توقيت بالغ الأهمية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والتي تتطلب موقفاً إسلامياً موحداً يرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو طمس هويتهم الوطنية والتاريخية.
مجلس حكماء المسلمين يعقد اجتماعًا خاصًّا في البحرين ويرفض تهجير الفلسطينيين
بالتزامن مع المؤتمر، عقد مجلس حكماء المسلمين اجتماعاً خاصاً في البحرين، ناقش خلاله تطورات القضية الفلسطينية.
وأكد المجتمعون رفضهم القاطع لكل محاولات التهجير القسري التي يتعرض لها الفلسطينيون، معتبرين أن هذه السياسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية.
وشدد أعضاء المجلس، الذي يترأسه شيخ الأزهر، على أن الوقوف مع الشعب الفلسطيني واجب شرعي وإنساني وأخلاقي، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية حقوق الفلسطينيين ودعم صمودهم في وجه محاولات التهجير والاستيطان.
توصيات المؤتمر: دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الأخوة الإسلامية
خرج المؤتمر بعدة توصيات مهمة، كان أبرزها التأكيد على الوقوف صفاً واحداً مع الشعب الفلسطيني، ورفض أي مشاريع تهدف إلى اقتلاعه من أرضه أو تشريده، إضافة إلى ضرورة العمل على تعزيز الخطاب الإسلامي الوسطي الذي يجمع ولا يفرق.
كما شدد المشاركون على أهمية تفعيل دور المؤسسات الدينية والفكرية في مواجهة التيارات المتطرفة، وتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدين أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب أولويات العالم الإسلامي، ولن يُسمح بتمرير أي مخططات تسعى إلى تغيير واقعها التاريخي أو الجغرافي.
ودعا المؤتمر إلى إطلاق مبادرات عملية لتعزيز الوحدة الإسلامية، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والتأكيد على أن الحوار بين المذاهب الإسلامية هو السبيل الوحيد للقضاء على التفرقة والخلافات التي يستغلها أعداء الأمة.
شيخ الأزهر: وحدة الأمة الإسلامية ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة
في كلمته خلال المؤتمر، شدد شيخ الأزهر على أن وحدة الأمة الإسلامية ليست خياراً، بل ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات المعاصرة، مؤكداً أن الصراعات الداخلية والانقسامات لا تخدم سوى أعداء الإسلام.
