📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

مستحبات الذبح في الإسلام.. بين الشريعة والرفق بالحيوان

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

تقرير : مصطفى على

في كل عام، ومع اقتراب موسم الأضاحي يتجدد الحديث عن الشروط والآداب التي يراعيها المسلم عند ذبح أضحيته سواء في عيد الأضحى أو عند الذبح لغيره من المقاصد الشرعية. ويخطئ من يظن أن الشريعة الإسلامية تكتفي بمجرد الأمر بالذبح فهي في جوهرها تشدد على الرحمة والرفق بالحيوان، حتى في اللحظات الأخيرة من عمره.

ولعل من أهم جوانب الرحمة التي تظهر في هذه الشعيرة هو ما يُعرف في الفقه الإسلامي بـ”مستحبات الذبح” وهي مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند تنفيذ عملية الذبح، دون أن تكون واجبة لكنها تعكس السلوك الأخلاقي الراقي للمسلم في تعامله مع المخلوقات.

الشفرة الحادة.. أول بند في قائمة الرفق

شحذ السكين قبل الذبح: إراحة للنفس والجسد

تشدد المستحبات على أن تكون أداة الذبح حادة تمامًا، وذلك لتقليل الألم على الذبيحة إذ إن السكين الحادة تضمن قطعًا سريعًا للودجين والحنجرة ما يؤدي إلى إزهاق الروح في أقل وقت ممكن، وهو ما يعرف شرعًا بـ”الإسراع في القطع”.

وقد ورد في الحديث النبوي الشريف قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

“إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، وليُحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته” (رواه مسلم).

 

ويفهم من ذلك أن الذبح الحسن ليس في فعله فقط، بل في كيفيته أيضًا حيث تُعد الشفرة الحادة أداة إراحة لا تعذيب وعاملًا من عوامل تقليل معاناة الحيوان قبل مفارقته الحياة.

توجيه القبلة.. بعد روحي في الشعيرة

استقبال القبلة في الذبح.. ارتباط رمزي بين الذبيحة والخالق

من بين المستحبات ذات الطابع الروحي هو توجيه الذبيحة والذابح كذلك ناحية القبلة أثناء الذبح ويعكس هذا السلوك استحضار النية وتوجيه الفعل كله لله حيث يتم الذبح مع استحضار أن هذا الدم المسفوح إنما هو قربان وطاعة لله عز وجل، مصداقًا لقوله تعالى:

“لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ” [الحج: 37].

ويُستحب للذابح أن يقول قبل الذبح: “بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك”، مع التوجه للقبلة، لتعميق البعد الإيماني في أداء الشعيرة.

الإبل لها خصوصية.. النحر وليس الذبح

طريقة نحر الإبل واقفة تميزها عن سائر الأنعام

فيما يخص الإبل فقد جاءت السنة النبوية بتفصيل خاص لطريقة نحرها إذ يُستحب أن تُنحر وهي قائمة معقولة يدها اليسرى أي مربوطة حتى لا تؤذي من حولها. ويُطعن موضع النحر وهو “اللُّبَّة”، أي الثغرة التي تقع بين الترقوتين أسفل العنق.

ويُعرف هذا الفعل بـ”النحر”، وهو خاص بالإبل بخلاف البقر والغنم التي تُذبح بذبح الحلق حيث تُضجع الذبيحة على جانبها الأيسر، ويُباشر الذبح من أعلى الرقبة.

العناية النفسية بالحيوان قبل الذبح

لا يُذبح أمام رفيقه.. ولا يُترك عطشًا

من أبرز صور الرفق التي توصي بها الشريعة أن يُجنّب الحيوان رؤية أداة الذبح أو مشاهدة الحيوانات الأخرى وهي تُذبح إذ تؤكد الدراسات البيطرية أن الحيوانات تمتلك حساسية تجاه مشهد الدم أو الأصوات الصادرة من غيرها مما يسبب لها توترًا شديدًا ومن هنا جاءت السنة النبوية بمنع الذبح أمام باقي الذبائح.

كذلك يُستحب أن يُعرض على الحيوان الماء قبل ذبحه ترقيقًا لحاله وتخفيفًا من عطشه ما يُعد سلوكًا راقيًا ومؤشرًا على عناية الإسلام بالجانب النفسي للحيوان حتى في لحظة موته.

الرفق في التعامل قبل الذبح

سَوْق الذبيحة برفق.. تكريمٌ للحياة

لا تقف المستحبات عند لحظة الذبح فقط بل تبدأ منذ سوق الحيوان إلى مكان الذبح، إذ يُستحب أن يُقاد برفق دون عنف أو ضرب وألا يُجَر من رقبته أو يُسحَب بقوة وهذه الصورة تعكس عظمة الإسلام في احترام الحياة، حتى وإن كانت لحيوان يستعد لمفارقتها.

بل إن طريقة إضجاع الذبيحة نفسها جاءت في السنة بأسلوب يحمل الرحمة إذ تُضجع على شقها الأيسر برفق في استحضار للكرامة وتجنبًا لأي ألم إضافي قد ينتج عن الاندفاع أو التعنيف.

بين الفقه والطب البيطري: توافق تام في مبادئ الذبح الرحيم

اللافت أن معظم ما توصي به الشريعة من مستحبات الذبح، يتقاطع بشكل كبير مع التوصيات الحديثة التي تصدر عن هيئات الرفق بالحيوان والمنظمات البيطرية العالمية فشحذ السكين، وتجنب تعذيب الحيوان ومنع تعريضه للضغوط النفسية جميعها تؤكد على أن الذبح الإسلامي عند التزامه بتلك المستحبات هو من أرحم طرق إزهاق الروح المتعارف عليها عالميًا.

وقد أشار العديد من الخبراء البيطريين في دراسات متعددة إلى أن الذبح وفق الشروط الإسلامية عند تنفيذه بالطريقة الصحيحة يُعد من أكثر طرق الذبح إنسانية من حيث تأثيره السريع، وقلّة ما يسببه من ألم.

الذبح في الإسلام عبادة لا عنف فيها

إن مستحبات الذبح ليست مجرد توصيات سطحية أو شعائر شكلية بل هي جوهر أخلاقي وروحي يُعلي من شأن الرحمة ويعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والحيوان على أسس من الإحسان والتكريم، حتى في لحظة الفناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights