ذاكرة اليوم..أهم ألأحداث التاريخية في أول أيام رمضان

يحل علينا شهر رمضان المبارك، وهو الشهر التاسع في التقويم الهجري، الذي فضّله الله على سائر الشهور، إذ جعله شهر الصيام، وغفران الذنوب، وتصفيد الشياطين، كما أنزل فيه القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (البقرة: 185)
ويمثل اليوم الأول من رمضان أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي، إذ شهد العديد من الأحداث الفارقة التي تركت أثرها في مسار الأمة الإسلامية.
أول رمضان صامه المسلمون
في يوم الأحد الأول من رمضان في السنة الثانية للهجرة، الموافق 26 فبراير 624م، صام المسلمون أول رمضان في تاريخهم، بعد أن فرض الله الصيام عليهم، ليكون فريضة روحانية تحمل في طياتها دروس الصبر والتقوى.
نزول صحف إبراهيم عليه السلام
يرتبط اليوم الأول من رمضان بأحد أعظم الأحداث الدينية، وهو نزول صحف النبي إبراهيم عليه السلام، حيث ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أُنزلت صحفُ إبراهيم في أولِ ليلةٍ من رمضان، وأُنزلت التوراةُ لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرةَ ليلةٍ من رمضان، وأُنزلَ القرآنُ لأربع وعشرينَ خلت من رمضان.
احتراق المسجد النبوي: كارثة تاريخية في أول رمضان
في الأول من رمضان عام 654هـ، تعرض المسجد النبوي الشريف لأول حريق في تاريخه، وهو المسجد الذي أسسه النبي محمد ﷺ، وكان هذا الحريق كارثة مدمرة، إذ اندلعت النيران ليلة الجمعة بعد صلاة التراويح، نتيجة خطأ غير مقصود من أحد خدم المسجد، ويدعى “أبو بكر بن أوحد”، الذي كان يحمل نارًا لإضاءة القناديل، لكنه نسيها في المخزن، مما تسبب في اشتعال النيران وانتشارها بسرعة.
وأتت النيران على معظم أجزاء المسجد، ولم ينجُ من الحريق سوى قبة الذخائر، وغرفة النبي محمد ﷺ التي تضم قبره الشريف واستمرت عملية إعادة إعمار المسجد عدة سنوات، حيث قام عدد من الخلفاء والسلاطين بترميمه، واستكملت أعمال البناء في أواخر القرن التاسع الهجري.
دخول الإسلام إلى مصر: فتح عظيم في شهر مبارك
في الأول من رمضان عام 20هـ، الموافق 13 أغسطس 641م، دخل الإسلام مصر على يد القائد المسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه، وذلك خلال خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان فتح مصر حدثًا فارقًا، إذ أصبحت منذ ذلك الحين بلدًا إسلاميًا، وشكّلت ركيزة أساسية للحضارة الإسلامية في المنطقة.
رحيل السيدة خديجة: فقدان السند الأول للنبي ﷺ
في الأول من رمضان خلال “عام الحزن”، فقد النبي محمد ﷺ زوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، التي كانت أول من آمن به وسانده في دعوته.
ولدت السيدة خديجة في مكة عام 68 قبل الهجرة، وكانت من أعرق بيوت قريش، واشتهرت بحكمتها ورجاحة عقلها كانت أول من صدّق النبي ﷺ، ووقفت إلى جانبه في مواجهة تحديات الدعوة، مما جعل وفاتها خسارة كبيرة له.
وفاة عبدالله بن عمر بن الخطاب
شهد الأول من رمضان أيضًا وفاة الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في سنة 73 هـ، عن عمر يناهز 85 عامًا وكان من المكثرين في رواية الحديث، ومن أكثر الصحابة حرصًا على اتباع سنة النبي ﷺ، حيث عُرف بالتقوى والورع، وكان من أبرز المراجع الفقهية في عصره.
رمضان.. شهر العطاء والتاريخ الإسلامي الحافل
يمثل الأول من رمضان نقطة تحول في العديد من المحطات التاريخية المهمة في الإسلام، مما يعكس مدى ارتباط هذا الشهر المبارك بالأحداث العظيمة. ومع مرور السنوات، يبقى رمضان شاهدًا على لحظات غيرت مجرى الأمة الإسلامية، ليظل شهرًا للعبادة، والتاريخ، والتجديد الروحي.