الإدمان الإلكتروني وخطورة مقاطع “الريلز”

كتب- عماد نصير

عصر السرعة الذي طغى على كل الأنشطة اليومية في يومياتنا، بات بمثابة نقمة، ويبدو ذلك جليا حيث دخلت السرعة بقوة وباتت مطلوبة حتى في الأمور الترفيهية.

من تلك الأمور التي تصنف على أنها “مسلية” هي ما بات يعرف مجازا بمسمى (ريلز) او مقاطع فيديو صغيرة، والتي بالفعل تلقى استحسان الكثيربن، كونها تختصر مواقف معينة في حدود دقيقة واحدة وربما أقل، وهو ما يجعل منها وجهة محبوبة خاصة لفئات الشباب والأطفال.
الدكتور محمد البداوي، طبيب أطفال من أوائل من تنبهوا للأمر وتناوله بالتحذير والتوعية.

تأثيرات سلبية كبيرة:

قال د. محمد البداوي طبيب أطفال، إن تأثير الريلزعلى الأطفال والكبار سيء وله ضرر كبير، مشيرًا إلى أنه يزيد من معدل الملل لدى الأشخاص، وينتج عنه عدم قدرة على الصبر وتحمل المصاعب، لافتا إلى أن تأثيرها على الأطفال أكبر لكونها تقلل التركيز والانتباه.

وأضاف “البداوي” أنه ورد في مقال نشر في مجلة ناتشورال كومينيكشن عام 2021 أن التعرض المستمر للمحتوى القصير والسريع يؤدي إلى انخفاض القدرة وصعوبة تعامل الطفل مع المهام الطويلة وإنجازها مما يؤدي التأثير السلبي على التركيز، وذلك لأن طبيعة المخ البشري يتعامل مع المهمات ويعالج المعلومات في سياق مترابط.

دراسة: تعرض الأطفال للمقاطع الصغيرة يعرضهم لصعوبة في التعلم

وأوضح أنه يوجد دراسة خاصة بالأطفال تسمى جاما بيدياتريك (jama pediatric) عام 2023 وجدوا أن تعرض الأطفال للمقاطع القصيرة (الريلز) يعانون من صعوبة في التعلم، لافتا إلى أن التعرض للمقاطع القصيرة السريعة يقلل قدرة الدماغ على الربط حيث يؤدي إلى التشبع الحسي (sensory overload ) عند الطفل، موضحًا أن هذا في علم الأعصاب يشير إلى أن تدفق المعلومات المتقطع والمتغير بسرعة يقلل من قدرة الدماغ على الربط والتحليل العميق وهذه نقطة مهمة لتعلم في الأطفال.
مقاطع الريلز تؤدي إلى تبلد المشاعر

ولفت إلى أن التعرض المستمر له يؤدي إلى تبلد المشاعر وقلة التعاطف عند الطفل و تقلب المزاج وزيادة القلل خاصة عند المراهقين، لافتا إلى أن جمعية الطب النفسي الأمريكية ABA التابعة لمنظمة الصحة العالمية حذرت من تأثير المحتوى الرقمي السريع على الصحة العقلية للكبار و الأطفال، ولكن التأثير أكبر على الأطفال و المراهقين، وتم نشر تقرير عام 2023 من WHO حدد المدة الزمنية المناسبة كالاتي:-

المتع التام أفضل:

ممنوع تماما للأطفال تحت عمر العامين، نص ساعة فقط يوميا للأطفال من 3 سنوات إلى 5 سنوات، ساعة واحدة يوميا للأطفال الأكبر من خمس سنوات مقسمة على مرتين، ساعتين حد أقصى للأطفال والكبار، وتابع قائلا: ”طبعا التأثير على الأطفال يكون بشكل متفاوت على حسب الوقت والمدة الزمنية”.