كشفت دار الإفتاء المصرية عن الضوابط الشرعية المتعلقة بإخراج فدية الصيام لمن لا يستطيع الصيام في شهر رمضان لعذرٍ مرضي معتبر، موضحةً أن الفدية يجوز إخراجها يوميًا عن كل يوم إفطار، كما يمكن تقديمها قبل طلوع فجر اليوم الذي يفطر فيه، أو دفعها دفعةً واحدة في أول الشهر، أو في منتصفه، أو جمعها وتسديدها دفعة واحدة في نهايته.
وأكدت دار الإفتاء أن هذه التيسيرات تأتي في إطار التخفيف على المسلمين الذين يعانون من ظروف مرضية تمنعهم من الصيام، مشيرةً إلى أن الفدية واجبة على كل من لا يستطيع الصيام ولا يرجى شفاؤه، وذلك وفقًا للضوابط الشرعية.
قيمة فدية الصيام وزكاة الفطر لهذا العام
أعلن الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن تحديد قيمة زكاة الفطر لعام 1446 هجريًّا بمبلغ 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد، كما حدد قيمة فدية الصيام لمن لا يستطيع الصيام بعذر شرعي معتبر بمبلغ 30 جنيهًا عن كل يوم إفطار.
وأشار فضيلته إلى أن هذا التقدير تم بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لضمان توافقه مع احتياجات الفقراء ومتطلبات الحياة اليومية.
جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا وفقًا لرأي أبي حنيفة
وأوضح مفتي الجمهورية أن زكاة الفطر يمكن إخراجها على شكل حبوب، كما يمكن دفعها نقدًا، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية استندت في هذا الأمر إلى رأي الإمام أبي حنيفة، الذي أجاز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الحبوب، وذلك تيسيرًا على الفقراء وتمكينًا لهم من قضاء حاجاتهم الضرورية.
وأكد أن الفتوى مستقرة على هذا الرأي منذ سنوات، حيث تعادل قيمة زكاة الفطر 2.04 كيلو جرام من القمح عن كل فرد، باعتباره الغذاء الأكثر شيوعًا في مصر.
موعد إخراج زكاة الفطر شرعًا
أوضح الدكتور نظير عياد أن إخراج زكاة الفطر يمكن أن يتم شرعًا اعتبارًا من أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل أداء صلاة عيد الفطر، مشددًا على أهمية الالتزام بهذا الموعد لضمان وصول الزكاة إلى مستحقيها قبل العيد، تحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.
وأكد أن زكاة الفطر تهدف إلى إغناء الفقراء والمحتاجين عن السؤال يوم العيد، وهي واجب شرعي على القادرين، حيث تساعد في توفير احتياجات الأسر الفقيرة، مما يعكس روح التكافل والتضامن في المجتمع الإسلامي.
