مدن الجيل الرابع: نقلة حضارية في العمران بمصر
تطوير المناطق غير الآمنة كان لة الاولوية لدي القيادة السياسية العمرانية

كتب حسني شومان
تمثل مدن الجيل الرابع واحدة من أبرز الإنجازات العمرانية والتنموية في مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق نقلة نوعية في مفهوم التخطيط العمراني من خلال بناء مدن حديثة تعتمد على التكنولوجيا المستدامة، وتواكب التحديات السكانية والاقتصادية في العصر الحديث. هذه المدن ليست فقط أماكن للسكن، بل هي مجتمعات متكاملة صُممت لتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتهدف إلى تحسين جودة الحياة وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل جديدة.
يقول الدكتور هيثم الكفراوي استاذ التخطيط والتنمية مدن الجيل الرابع هي مدن ذكية ومستدامة تعتمد على أحدث تقنيات التكنولوجيا والبنية التحتية المتطورة. تهدف هذه المدن إلي تقليل الضغط على المدن القديمة و توفير بيئة معيشية متكاملة تشمل السكن و العمل والخدمات. بالاضافة لدعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
واضاف هذه المدن تتميز بتكاملها مع البيئة المحيطة من خلال الاعتماد على الطاقة المتجددة تصميم مبان خضراء وتطبيق نظم إدارة ذكية للبنية التحتية والخدمات واضاف ان أهم مدن الجيل الرابع في مصر العاصمة الإدارية الجديدة و تعد أبرز مشروعات مدن الجيل الرابع وتمثل مركزًا إداريًا واقتصاديًا جديدًا لمصر حيث تتميز ببنية تحتية ذكية تشمل شبكات إنترنت فائقة السرعة، أنظمة مراقبة وإدارة حركة المرور ومرافق تعتمد على الطاقة النظيفة وتضم حي المال والأعمال و الحي الحكومي، والمدينة الرياضية والثقافية إضافة إلى أطول برج في أفريقيا وهناك مدينة العلمين الجديدة تعتبر مدينة ساحلية تهدف إلى أن تكون مركزًا سياحيًا واقتصاديًا على مدار العام و تحتوي على مناطق ترفيهية وسياحية، ومجمعات سكنية، بالإضافة إلى منطقة صناعية ومركز مؤتمرات عالمي وهناك مدينة المنصورة الجديدة التي تقع على الساحل الشمالي وتستهدف خدمة سكان الدلتا و تضم مشروعات إسكانية متنوعة، شواطئ عامة، ومرافق تعليمية وصحية حديثة. بالإضافة لمدينة شرق بورسعيد والتي تعد بوابة اقتصادية جديدة لمصر، حيث تقع بالقرب من قناة السويس.
و تحتوي على مناطق لوجستية وصناعية تخدم التجارة العالمية إضافة إلى مشروعات سكنية وخدمات متطورة وهناك مدينة الجلالة فهي مدينة سياحية وترفيهية تقع على هضبة الجلالة و تضم منتجعات فاخرة،جامعة دولية، ومرافق سياحية فريدة.
ويري الدكتور سيف الدين فرج استاذ التخطيط العمراني
ان هناك مميزات لمدن الجيل الرابع مثل البنية التحتية الذكية وشبكات كهرباء ومياه تعتمد على أنظمة مراقبة وتحكم ذكية بالاضافة لاستخدام تكنولوجيا “إنترنت الأشياء” لإدارة المرافق والخدمات بكفاءة.كما تم اعتماد تصميم المباني على معايير المباني الخضراء لتقليل استهلاك الطاقة والمياه والاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير احتياجات الطاقة و تصميم أحياء سكنية توفر بيئة صحية وآمنة للسكان مع وجود مساحات خضراء وحدائق عامة لتعزيز التوازن بين التطور العمراني والطبيعة.
وأضاف أن هذة المدن يوجد لها جانب اقتصادي بإقامة مناطق صناعية وتجارية لدعم الاقتصاد الوطني و جذب الاستثمارات الاجنبية في مجالات التكنولوجيا والسياحة والصناعة كما تشمل هذة المدن علي خدمات المتكاملة من تقديم خدمات صحية وتعليمية عالية الجودة و توفر وسائل النقل الذكية مثل المونوريل والحافلات الكهربائية.
يقول الدكتور حسين شريبة استاذ التخطيط التنمية تلعب مدن الجيل الرابع دور مهم في تحقيق رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى إعادة توزيع السكان وتقليل الضغط على المدن التقليدية مثل القاهرة والإسكندرية.
بتنفيذ مشروعات إسكانية تستهدف جميع الفئات الاجتماعية كما تسهم هذه المدن في جذب الاستثمارات المحلية والدولية بفضل البنية التحتية المتطورة وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات البناء، التكنولوجيا، والخدمات.
ويري شريبة ان الدولة تسعى لتحويل هذه المدن إلى مراكز للابتكار التكنولوجي من خلال إنشاء مناطق تكنولوجية متطورة كما تعد المدن أيضًا نماذج لاحتضان تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
يري الدكتور سيد صبري خبير المناخ ان مدن الجيل الرابع تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة و تعزيز ثقافة الاستدامة البيئية بين السكان ولكن هناك العديد من التحديات التي تواجة مدن الجيل الرابع
منها التمويل تتطلب مشروعات مدن الجيل الرابع استثمارات ضخمة لضمان استدامتها على المدى الطويل و تغيير نمط الحياة التقليدي للسكان والانتقال إلى المدن الجديدة يمثل تحديًا بالاضافة لضمان وجود شبكات مواصلات تربط هذه المدن بباقي أنحاء الجمهورية وهو ما تفعلة الدولة المصرية من انشاء شبكة طرق متطورة في جميع محافظات الجمهورية